واشنطن - أ ف ب - وجهت الولاياتالمتحدة ضربة الى الاوروبيين بقولها الاربعاء انها تعارض الاعلان رسمياً اليوم الجمعة عن "خريطة الطريق" لتسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط. وكشف وزير الخارجية الاميركي كولن باول رسمياً عن قرار واشنطن هذا في ختام اجتماع وزاري بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي في واشنطن تخلله عرض للملفات الدولية الرئيسية. والمح باول الى ان واشنطن مالت اكثر الى حجج الحكومة الاسرائيلية منها الى طروحات الاتحاد الاوروبي. ولا ترغب اسرائيل بصدور هذه الوثيقة في خضم الحملة الانتخابية الاسرائيلية. وقال وزير الخارجية الاميركي انه "نظراً للانتخابات الاسرائيلية والى العدد الكبير من المسائل التي يواجهها الرأي العام الاسرائيلي فمن الافضل الاستمرار في العمل على خريطة الطريق وانتظار انتهاء الاقتراع التشريعي المبكر في اسرائيل". ومن المقرر أن تجرى الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 28 كانون الثاني يناير المقبل. في المقابل دعا قادة الدول ال15 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي خلال القمة الاوروبية في 13 كانون الاول ديسمبر في كوبنهاغن، الى اقرار اللجنة الرباعية الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الأوروبي، "خريطة الطريق" التي تمهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على مراحل بحلول العام 2005 خلال اجتماع واشنطن اليوم الجمعة. وعبر بعض الدول العربية مثل الاردن عن الرغبة في اعلان هذه الوثيقة في اقرب وقت ممكن. وقد اعطى الفلسطينيون موافقتهم المبدئية على "خريطة الطريق" مع بعض التحفظات. لكن باول حرص على تأكيد ان هذا الارجاء "سيكون لاسابيع قليلة ... سنتصل بعدها بكل الاطراف" لاحياء مفاوضات السلام على هذا الاساس". وانتقد وزير الخارجية الدنماركي بير ستيف موللر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بشكل مبطن الموقف الاميركي رافضاً فكرة الحاجة الى انتظار انتهاء الانتخابات في اسرائيل. وقال موللر: "من الواضح ان خريطة الطريق موجودة وهذا ليس سراً"، مشيراً إلى ان الصحف تداولتها بشكل واسع ولم يبق سوى وضع اللمسات الاخيرة عليها. واضاف ان "الأوروبيين يرون ان من الضروري ان يعرف الناخبون في اسرائيل موقف العالم من الوضع" مع الفلسطينيين مضيفاً ان "الناخب يجب ان يحصل على كل المعلومات ليقرر خياره". وأشار موللر الى ان الوثيقة تطلب من الفلسطينيين وقف اعمال العنف والاعتداءات لكنها تطلب ايضاً من اسرائيل وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وقال: "اذا استمر الاستيطان فقد تصبح الدولة الفلسطينية أشبه بقطعة جبن سويسرية فيها ثقوب كثيرة". وفي مؤشر الى وجود خلافات حول هذه المسألة لم يشر باول الى النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني في عرضه للمواضيع التي تم التطرق اليها خلال الاجتماع الاميركي - الاوروبي خلافا لموللر. ولم يتطرق باول الى هذه المسألة إلا رداً على سؤال طرحه صحافي. وأكد باول أيضاً ان المشاركين في اجتماع اللجنة الرباعية سيلتقون الرئيس الاميركي جورج بوش. وسيضم الاجتماع الى جانب باول كلاً من موللر والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا والامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف.