تضم المكسيك 15 ألف موقع أثري تم تحديدها في البلاد. وجرى حتى الآن فتح 131 موقعاً أثرياً منها للجمهور، ما يظهر الامكانات السياحية الواعدة التي تملكها المكسيك على صعيد السياحة الثقافية. وتضم البلاد قرابة 60 مطاراً تسهم في توزيع حركة السياحة الوافدة على مختلف الوجهات السياحية. كما تملك المكسيك 168 ملعباً للغولف. ويحاول المسؤولون في مختلف الولايات زيادة حصة بلادهم من سياحة الغولف، إذ لا تستقطب هذه السياحة أكثر من خمسة في المئة فقط من إجمالي السياح الذين يردون الى البلاد كل سنة. ويقسم الموسم السياحي في المكسيك الى اثنين في السنة، الأول هو موسم الاقبال من 15 كانون الأول ديسمبر إلى فترة أعياد الفصح في نيسان ابريل، في حين تشكل بقية فترة السنة موسماً أقل ازدحاماً بسبب الحرارة لا سيما في المناطق الداخلية، مع العلم أن شواطئ المكسيك الساحرة تمتد نحو عشرة آلاف كيلومتر من المحيط الهادئ إلى البحر الكاريبي، متيحة بذلك فرصاً لاقامة منتجعات شاطئية تمارس فيها كل أنواع الرياضة البحرية. وتبلغ مساحة المكسيك 972،1 مليون كيلومتر مربع، ويقطنها 5،97 مليون نسمة. وهي تضم قطاعاً فيديرالياً مشتركاً هو قطاع العاصمة مكسيكو سيتي التي يقطنها 6،8 مليون نسمة، بالاضافة إلى 31 ولاية. وينتمي 60 في المئة من السكان إلى عرق "مستيتزو"، وهو خليط هجين من السكان الأصليين ومن الأوروبيين المهاجرين. ويشكل الهنود الأصليون نسبة 30 في المئة من السكان، في حين يأتي عشرة في المئة من أصول قوقازية، بما في ذلك الاسيويون والمتحدرون من أصول شرق أوسطية. وتستخدم اللغة الاسبانية كلغة رسمية للبلاد، وتستخدم إلى جانبها خمس لهجات أو لغات هندية أصلية لا تزال دارجة في أنحاء عدة من البلاد. الاقتصاد يعتبر الاقتصاد المكسيكي تاسع أكبر اقتصاد متطور في العالم، على رغم أن 26 مليوناً من السكان يعيشون دون مستوى الفقر. وعانت المكسيك من أزمات اقتصادية متكررة خلال أعوام 1982 و1988 و1994، إلا أنها بدأت تتعافى منذ عام 1996، كنتيجة مباشرة لتوقيع اتفاق التجارة الحرة "نافتا" الذي أزال الحدود أمام مبادلاتها التجارية مع كل من الولاياتالمتحدة وكندا، والذي دخل حيز التنفيذ منذ الأول من كانون الثاني يناير 1994. وتحولت المكسيك الى ثاني شريك تجاري للولايات المتحدة 90 في المئة من الصادرات المكسيكية والشريك التجاري الأول لكندا في أميركا اللاتينية. وأتاح ذلك نمواً مذهلاً لصادراتها التي قفزت من 19 بليون دولار عام 1985 إلى 180 بليون د ولار عام 2000. إلا أن تبعيتها للسوق الأميركية تشكل عامل ضعف وتجعلها مرتبطة بمصير الاقتصاد الأميركي. تاريخ حافل تعاقبت على المكسيك خلال الألفيات الثلاث الماضية خمس حضارات متميزة أبرزها المايا 1200 قبل الميلاد - 1400 بعد الميلاد، والأزتك 1345م - 1521م. وبعد الأزتك فرض المستعمرون الإسبان احتلالهم حتى عام 1810. وخلال تلك الفترة رسّخت إسبانيا ومعها الكنيسة الكاثوليكية سلطتهما وعاداتهما الثقافية والدينية، وهو ما ترك آثاره العميقة على الحياة في المكسيك الى يومنا هذا. وبين 1810 و1860 شهدت المكسيك ثورات عدة ونزاعات عرقية. واستغلت الولاياتالمتحدة الفوضى لتجتاح البلاد عام 1847 وتجبر المسؤولين على توقيع اتفاق "غوادالوبيه - هيدالغو" الذي تنازلت المكسيك بموجبه عن نصف أراضيها، وبواقع ستة دولارات للكيلومتر المربع الواحد. وسادت فترة استقرار وإصلاح بين 1860 و1910، ثم فترة ثورة وإصلاح حتى الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك سيطر "حزب العمل الوطني" على السطلة لمدة 71 عاماً، قبل أن تطيحه الانتخابات العامة سنة 2000.