تنطلق "أيّام بيروت السينمائيّة" مساء غد الجمعة، بعرض فيلم غسّان سلهب "أرض مجهولة" في سينما "لاساجيس" في بيروت. وهو العرض الأوّل في لبنان للفيلم الذي لفت الأنظار قبل أشهر في مهرجان "كان"، وفيه يواصل سلهب اكتشاف الناس والمكان، في بيروت بعد الحرب، هذه المدينة التي تبدو في متناول اليد، لكنّها تفلت من شخصياته باستمرار. و"أرض مجهولة" هو الفيلم الروائي الطويل الوحيد من لبنان في الدورة الثانية من "أيّام بيروت"، التظاهرة السينمائيّة التي تدافع عن تصوّر خاص لسينما عربية شابة ومستقلّة. تنظّم المهرجان "بيروت دي سي"، وهي جمعيّة تعاونيّة ثقافيّة تضمّ مجموعة من المبدعين الشبان هانية مروّة، إليان الراهب، ديمتري خضر... الذين يراهنون على سينما مختلفة تحتضن تطلّعاتهم وتجاربهم. وكانت الدورة الأولى للمهرجان، كما ذكّرت هانية مروّة خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في فندق "كومودور" البيروتي، أقيمت في "مسرح بيروت" قبل عامين بالاشتراك مع تعاونيّة "شمس"، وكرّمت السينمائي المصري يسري نصرالله وآخرين، وسلّطت الضوء على عدد من التجارب الجديدة من لبنان ومصر وفلسطين والمغرب... الدورة الثانية التي تستمرّ حتى 13 تشرين الأوّل أكتوبر الجاري وتتوزّع على صالتي مسرح "مونو" ومسرح "لا ساجيس"، توجّه تحيّة خاصة إلى السينمائي المصري رضوان الكاشف الذي رحل مبكراً، وذلك من خلال عرض فيلمه "الساحر" بحضور بطله محمود عبدالعزيز. وأكّدت إليان الراهب إحدى منظّمات الأيّام، أن عبدالعزيز جاء بصفته ممثلاً وفناناً مبدعاً، وشاهداً على تجربة الكاشف، لا بصفته نجماً، كون المهرجان لا يقوم على منطق النجوميّة، بل على اكتشاف التجارب المختلفة فيديو، أفلام قصيرة، وتجريبية... التي لا تجد بالضرورة مجال التوزيع التجاري، وتسهيل وصولها إلى الجمهور الواسع، ومدّ جسور التواصل بين مختلف السينمائيين وفناني الفيديو الشبان في المغرب والمشرق العربيين، وفي مصر والخليج... علماً أن القاسم المشترك بين الأعمال الشابة المشاركة، هو "الجودة والجدية والتجديد". ويقدّم المهرجان أيضاً فيلم المصري داود عبدالسيد "مواطن ومخبر وحرامي" الذي أثار الاهتمام لدى عرضه في القاهرة. وفيلم السوري أسامة محمّد "صندوق الدنيا" الذي عرض في "كان"، وفيلم مواطنه عبداللطيف عبدالحميد "قمران وزيتونة". ومن الأفلام العربيّة التي عرضت أيضاً في مهرجان "كان" الأخير، نشير إلى فيلم الفلسطيني هاني أبو أسعد "عرس رنا". وتتمثّل السينما المغاربيّة بتجارب عدّة، أبرزها فيلم نبيل عيّوش "علي زاوا" المغرب، وفيلم "انشالله الأحد" ليمينة بنغيغي، و"رشيدة" ليمينة محمد شويخ الجزائر، و"ساتان أحمر" لرجاء عمري. وتنقسم التظاهرة إلى يوم أو أكثر لكلّ بلد عربي مشارك. وهكذا سيكتشف الجمهور السينما الاماراتية، وليلة النوادر أفلام من الكويت والعراق، وليلة للمخرجين العرب في المهجر... ناهيك بمجموعة من الأفلام اللبنانيّة القصيرة، منها "وجه ب" لربيع مروّة، "بهالوقت في بيروت" لمرداد الحاج، و"حليمة" لأولغا نقّاش، و"قريب بعيد" لإليان الراهب، و"مبروك التحرير" لداليا فتح الله، و"بين ضفتين" لكاتيا جرجورة. وتنظّم "أيّام بيروت السينمائيّة" ندوتين، الأولى بعنوان "ماذا يقدّم لبنان للسينما" يحضرها عدد من المنتجين وأهل الفنّ السابع. أما الثانية فتدور حول "الفيلم العربي في كان"، بحضور غسان سلهب وأسامة محمّد ويمينة شويخ. وبين النشاطات الموازية، لا بدّ من الاشارة إلى الأمسية الغنائية التي تحييها الفنّانة اللبنانيّة المميّزة ريما خشيش الأربعاء المقبل، مسرح مونو. أما فيلم الختام فسيكون "في انتظار السعادة" للموريتاني سليمان سيساكو. ومع أن المهرجان ليس تنافسياً، فهو سيقدّم جائزة أفضل فيلم لبناني، لمبدع متميّز... وتتخذ الجائزة شكل مساعدات انتاجيّة لتحقيق فيلمه المقبل.