في تعاون متجدد وللمرة السادسة بين البعثة الثقافية في بيروت وسينما متروبوليس، تقام حتى اليوم الأخير من شهر آذار (مارس) الجاري، ثم ليوم واحد في صالة «الهنغار» في منطقة حارة حريك، تظاهرة «شاشات الواقع» التي تعرض خلالها أفلام أوروبية متنوعة تصب كلها في مصب الواقع سواء أكانت أفلاماً وثائقية أم غير وثائقية. والى جانب هذه التظاهرة الأوروبية تتضمن العروض عدداً من الأفلام اللبنانية القصيرة والمتوسطة المنتجة حديثاً، لمخرجين مثل غسان سلهب ورين متري وأولغا نقاش وريهام عاصي وكورين شاوي... ومن أبرز الأفلام التي عرضت خلال اليومين الأولين، وتعرض اليوم وخلال الأيام الباقية، فيلم «آوتلانتس» (بريطانيا، 2009) لفيليب وارتل، و «ناهد - فينوس» (هولندا، 2008) لباريزا يوسف دوست، و «الواصلون» (فرنسا، 2009) لكلودين بوريس وبازيس شانيار، و «البحث عن حسن» (فرنسا، 2009) لادوارد بو، و «لم نعد نحفل بالموسيقى» (فرنسا، 2009) لسدريك روبير وغاسبار كوينتز.. أما التظاهرات المتنوعة التي تنقسم اليها العروض، فمنها: «نساء وراء الكاميرا»، تحت اشراف اللبنانية إليان راهب، وإذا كانت العروض، في شكل عام، تنتمي الى سينما الأجيال الشابة في لبنان أو في أوروبا، فإن التظاهرة ككل لا تخلو من اسمين كبيرين في عالم السينما الوثائقية: فردريك وايزمان، الذي يعرض له هنا فيلمه الأخير، والذي لفت الأنظار حقاً خلال عروضه السابقة في عدد لا بأس به من المهرجانات، مثل مهرجان لندن وتورنتو والبندقية. وهذا الفيلم، كما يشير عنوانه «الرقص، الباليه في أوبرا باريس»، صدر خلال تسعة أشهر ركز خلالها وايزمان، كاميراه في مركز الرقص العريق في العاصمة الفرنسية مصوراً التدريبات والتجارب والعروض التي قدمها كبار نجوم رقص الباليه الفرنسيين. هذا بالنسبة الى الاسم الأول، أما الاسم الثاني فهو آلان كافالييه، الذي بعدما غاب اسمه سنوات عن الساحة السينمائية الفرنسية، عاد أخيراً - ومن خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان - ليقدم فيلمين متكاملين، حقق أولهما عام 1996، وعنوانه «اللقاء»، فيما حقق الثاني عام 2009 في عنوان «ايرين». والعملان يدوران حول زوجة المخرج «ايرين» التي يحاول في الفيلم الأول أن يصور العام الأول من حياته معها، فيما ينصرف في الثاني الذي صوره بعد 13 سنة، الى تصوير حياتها وحياته، من بعد رحيلها، حيث لا يزال يشعر بوجودها في حياته وفي البيت وفي كل نبض من مشاعره... انها هناك خلف الباب، يقول في هذا الفيلم السحري، أسمعها تدق الباب بعذوبة منذ سنوات. لماذا تراني تأخرت كثيراً قبل أن افتح لها؟ هل هو الخوف من اعتراف ما؟ هل هو رفض الاضاءة على زوايا معتمة؟ هناك يقين واحد فقط: انها، اليوم، هناك، حية أمامي. تقود خطواتي...».