وقعت إيرانوالكويت أمس مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي اعتبرها وزير الدفاع الأميرال علي شمخاني "نقطة تحول في العلاقات العسكرية الدفاعية بين طهران ودول الخليج"، وقال إن توقيع هذه المذكرة يشكل نجاحاً في طريق التعاون البناء مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، ونموذجاً جيداً لتطوير التعاون الدفاعي والأمني في المنطقة. ووقع شمخاني ونظيره الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح المذكرة التي تنص على "ضرورة تبادل وجهات النظر بين كبار المسؤولين العسكريين في البلدين في القضايا الدفاعية والأمنية الاقليمية والدولية، وتبادل الخبراء العسكريين للاطلاع عن كثب على الإمكانات العسكرية والتقنية القابلة للتبادل بين البلدين، والاستفادة من الإمكانات التدريبية القابلة للتبادل في المجالات العسكرية والتقنية". ورأى مراقبون ان عبارة "الإمكانات القابلة للتبادل" تهدف إلى عدم اثارة أي حساسية أميركية، لأن الكويت ترتبط بعلاقات عسكرية استراتيجية مع الولاياتالمتحدة. وتشدد حكومة الرئيس محمد خاتمي على الابتعاد عن أي توتر مع الإدارة الأميركية، وتتبع ديبلوماسية دفاعية هادئة في المنطقة تركز فيها على نقاط الالتقاء المشتركة مع جاراتها في دول مجلس التعاون. وأبرمت اتفاقين أمنيين مع السعودية وسلطنة عُمان، ويجري التحضير الآن لاتفاق مماثل مع البحرين. وعلى رغم معارضة إيران الشديدة للوجود العسكري الأميركي والأجنبي في الخليج، إلا أن ذلك لم يشكل عائقاً أمام تحسين علاقاتها الدفاعية مع دول المنطقة. وتكتسب مذكرة التفاهم للتعاون الدفاعي مع الكويت أهمية خاصة في الظروف الحساسة في المنطقة، وتعتبر رسالة ايجابية إلى الإدارة الأميركية التي صنفت طهران في "محور الشر". وانتقل الشيخ جابر الى موسكو في زيارة تستغرق يومين واجرى محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف. وتحدث الوزيران الى الصحافيين فأعربا عن تطابق المواقف الكويتية الروسية في مواضيع منها قضية الشرق الاوسط، وفي البحث عن حل ديبلوماسي لمشكلة المفتشين عن اسلحة الدمار الشامل في العراق. وقال ايفانوف ان الجهود الديبلوماسية لتسوية الازمة العراقية "لم تستنفد بعد". واضاف: "بذلنا جهوداً كبيرة في سبيل ان تحقق محادثات فيينا نجاحاً، واذا منحت الفرصة لعودة فرق التفتيش الى بغداد فهي تستطيع الاجابة عن السؤال الذي يهم الجميع وهو: هل لدى العراق اسلحة دمار شامل؟". وعن التعاون الدفاعي مع الكويت قال ايفانوف ان موسكو "لا قيود لديها في كل التعاون العسكري مع الكويت"، مشيراً الى ان محادثاته مع نظيره الكويتي تطرقت الى تنفيذ تفاصيل الاتفاق الدفاعي الموقع بين روسياوالكويت عام 1993، واحتياجات الكويت من المعدات الروسية، خصوصاً عقود الصيانة لاسلحة روسية في الخدمة لدى الجيش الكويتي وتدريب العسكريين الكويتيين عليها. واوضح ان عدداً كبيراً من الخبراء الروس يعملون في الكويت. واكد اهتمام موسكو بقضية الاسرى الكويتيين وقال: "في كل لقاء لنا بالعراقيين نطالبهم باطلاق الاسرى فوراً، ولا يمكن ان يكون لنا موقف من هذه القضية سوى المطالبة بتسويتها".