سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم الجدل وتبادل الاتهامات بسبب محاولة تفكيك بؤرة استيطانية . الحزب الديني يسحب تهديده بالانسحاب من حكومة شارون ومعظم المراقبين يرجحون بقاء بن اليعيزر في الائتلاف
الناصرة - "الحياة" - استبعدت مصادر حزبية وصحافية اسرائيلية مطلعة ان تؤدي المشاورات بين وزراء حزب "العمل" بزعامة وزير الدفاع بنيامين ين اليعيزر ووزراء اليمين المتطرف على خلفية قرار الاول اخلاء عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية الى فرط عقد الائتلاف الحكومي الذي يشكل "العمل" الحزب الاكبر فيه، وتوقعت ان ينجح رئيس الحكومة ارييل شارون في رأب الصدع بعد ان يتيح للوزراء التنفيس عما يجيش في صدورهم. وقال احد اقطاب "العمل" وزير المال السابق ابراهام شوحاط ان تهديد بن اليعيزر بالانسحاب من الائتلاف اذا لم يقدم شارون على اقالة وزير البنى التحتية زعيم حزب المستوطنين ايفي ايتام الذي اتهم بن اليعيزر بالكذب والجبن والغباء هو تهديد غير جدي. وقال شوحاط ان بن اليعيزر "لأسفي الشديد يريد البقاء في الحكومة كما ان شارون معني ببقاء العمل شريكاً فيها". ونقلت صحيفة "معاريف" على صدر صفحتها الاولى خشية شارون من ان تتطور المواجهات مع المستوطنين الى "حرب بين اليهود". وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الحراسة على بن اليعيزر شددت في اعقاب تهديدات بالقتل نسبت الى غلاة المتطرفين في اليمين الاسرائيلي. واضافت ان جهاز الامن العام شاباك طالب الوزير بأقصى درجات الحذر في تحركاته بعد تصريحاته بأنه عاقد العزم على اخلاء بؤر استيطانية. وعلى رغم تراجع حزب المستوطنين مفدال عن تهديده بالانسحاب من الحكومة في حال عدم تنحية بن اليعيزر على خلفية "انتهاك السبت" واصل قادة المستوطنين اتهام وزير الدفاع بالسعي لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة على حساب المستوطنين في اشارة الى حتمال خسارته زعامة "العمل" في الانتخابات الداخلية الوشيكة. واعترف هؤلاء "بخطئهم" بالتصدي للجنود على نحو منح بن اليعيزر تغطية اعلامية واسعة وقالوا انه كان عليهم اخلاء البؤرة بمحض ارادتهم والعودة لاحقاً لإقامتها بعيداً عن انظار الاعلام. وهاجم اقطاب اليسار المستوطنين "المتمردين والزعران الذين رفعوا اياديهم على الجنود ويهددون الديموقراطية الاسرائيلية"، ونعتهم رئيس الكنيست ابراهام بورغ العمل ب"المستخربين" جمع بين كلمتي مستوطنين ومخربين. واعتبر مجلس الاستيطان "حركة حماس اليهودية لا تختلف عن حركة المقاومة الاسلامية حماس". ولفت ابرز المعلقين الى حقيقة ان بن اليعيزر اراد من اخلاء بعض المستوطنات الصغيرة تحسين موقعه في استطلاعات الرأي حول زعامة "العمل" بعد ان افادت نتائج آخرها ان منافسيه حاييم رامون وعمران متسناع يتقدمان عليه بفارق كبير من النقاط. وكتب المعلق في "هآرتس" يوسي فرطر يقول ان بن اليعيزر خطط للوصول الى الانتخابات الداخلية على زعامة "العمل" على متن مواجهات حزبية وسياسية واقتصادية "لكن مواجهات منضبطة" لا تتسبب في اندلاع ازمة ائتلافية جدية، مضيفاً انه يريد خوض هذه الانتخابات وهو يجلس على كرسي وزير الدفاع التي تمنح صاحبها المجد والمكانة الرفيعة فضلاً عن التغطية الاعلامية الواسعة. وكتب المعلق السياسي في "معاريف" حيمي شاليف ان ثمة انتهازية تحوم حول قرار بن اليعيزر اخلاء النقاط الاستيطانية في هذا الوقت بالذات مشيراً الى ان 18 منها اقيمت في عهده. واضاف ان ما يدور الآن يستهدف صرف الانظار عن مشكلة الاستيطان الحقيقية "التي تشكل شوكة في حلق اي تسوية سلمية مستقبلية". وتوقف الكاتب عند التلاعب في الالفاظ حول نقاط استيطانية غير شرعية واخرى وكأنها مشروعة، وقال ان نقاطاً كثيرة بدأت غير شرعية وأضحت بأثر رجعي مستوطنات رسمية مذكراً بأن شارون هو الأب الروحي لموجة البؤر الاستيطانية الاخيرة اكثر من مئة وهو الذي دعا المستوطنين عندما كان وزيراً للخارجية في حكومة بنيامين نتانياهو احتجاجاً منه على اتفاق واي بلانتيشن، الى احتلال كل تلة ممكنة "لان كل ارض خالية من اليهود ستسلم للفلسطينيين فيما التلة التي يتم الاستيطان فيها تبقى في يد اسرائيل وللأبد". وتناول المعلق العسكري في "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان اعتداء المستوطنين على الجنود وقال ان من يبدأ بقذف الحجارة على عناصر الشرطة والجيش سيمتشق، في المستقبل، السلاح. وتابع ان "زعران التلال" لم يولدوا بالامس انما ينشطون منذ فترة طويلة لكن نشاطهم هذا لم يعن احداً طالما انه كان زعرنة متواصلة ضد العرب.