الناصرة - "الحياة" - فيما افتعل اليمين الاسرائيلي زوبعة اعلامية حول قرار وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر اخلاء عدد من النقاط الاستيطانية التي أقيمت في الضفة الغربية في العامين الأخيرين من دون استئذان جيش الاحتلال، اعتبره أقطاب اليسار الصهيوني قراراً فارغ المضمون لم يجرؤ صاحبه على القول انه ينبغي اخلاء كل هذه النقاط التي أفرخت كالفطر ابان حكومتي ايهود باراك وارييل شارون ووصل عددها الى 105 نقاط. واتفق مراقبون على ان بن اليعيزر يسعى من خلال قراره المذكور الى تحقيق مكاسب حزبية تستعيد له شعبيته داخل حزب "العمل" عشية الانتخابات الداخلية لزعامة الحزب ووسط توقعات بأن ينجح النائب حايم رامون أو رئيس بلدية حيفا عمرام متسناع في انتزاعها من بن اليعيزر الذي يرى فيه منافساه مجرد تابع لشارون وأداة في يده لتنفيذ سياسته القمعية ضد الشعب الفلسطيني. وكان بن اليعيزر طلب من قائد ما يعرف ب"المنطقة الوسطى" في جيش الاحتلال التنسيق مع زعماء المستوطنين في عملية اخلاء 24 بؤرة 19 منها غير مأهولة تضم كل منها بضعة مبان جاهزة. وأفادت الاذاعة انه تم اخلاء نقطتين ليل الثلثاء - الاربعاء ونقلت عن حركات سلامية ويسارة قولها ان المستوطنين يسعون لكسب المزيد من الوقت بهدف اقامة نقاط جديدة وهمية يوافقون لاحقاً على اخلائها واعتبارها جزءاً من النقاط التي أوعز بن اليعيزر بتفكيكها وفي الوقت ذاته يواصلون توسعهم في المستوطنات القائمة على حساب المزيد من أراضي الفلسطينيين. ويعول المستوطنون على تدخل شارون لمنع وزير دفاعه من تنفيذ مخططه. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله ان غالبية النقاط المنوي اخلاؤها لا تضم أكثر من مبنى واحد غير مأهول يحرسه جنود الاحتلال. وتابعت ان زعماء المستوطنين يؤكدون ان كل النقاط الاستيطانية أقيمت بموافقة من القيادة السياسية في اسرائيل وان بن اليعيزر أصدر قراره أملا في تحسين فرص اعادة انتخابه زعيماً لحزب "العمل" متوخياً ان يلقى القرار استحسان الأوساط اليسارية داخل الحزب. من جهته، اعتبر النائب اليساري موسي راز خطوة بن اليعيزر تضليلاً ومجرد ذراً للرماد في عيون أعضاء حزب "العمل"، مضيفاً ان لا مبرر أخلاقياً ليعرض الجنود حياتهم للخطر دفاعاً عن هذه النقاط. وقالت حركة "السلام الآن" اليسارية ان بن اليعيزر جعل من حزب "العمل" موضع سخرية وطالبته باخلاء كل البؤر الاستيطانية "غير القانونية". وكانت مجموعة من جنود الاحتياط بعثت برسائل الى بن اليعيزر وقائد جيش الاحتلال الجنرال موشيه يعالون تبلغهما رفضهما الامتثال لأوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية في النقاط الاستيطانية "غير القانونية". ونقلت الصحف العبرية ان قيادة الجيش تؤيد قرار بن اليعيزر لقناعتها بأن من شأن تفكيك البؤر الاستيطانية الصغيرة أن تخفف العبء عن الجيش. المستوطنون يريدون هجوماً على قطاع غزة وفي سياق متصل أوردت صحيفة "هآرتس" ان قادة المستوطنين في قطاع غزة يمارسون ضغوطاً على الجيش للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع على غرار عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية. وكتبت انه على رغم التقارير عن تراجع وتيرة العمليات الفلسطينية في القطاع فإن الجيش قد ينجر، تحت ضغط المستوطنين، لاجتياح شامل للقطاع، وزادت ان عملية انتحارية جديدة داخل اسرائيل قد تسرّع قرارا عسكريا بتنفيذ الاجتياح. اعتراف بقتل مدنيين في خان يونس الى ذلك، اعترف قادة جيش الاحتلال بأن 9 من شهداء مجزرة خان يونس قتلوا بدم بارد مستدركين ان لبعضهم ماضياً أمنياً وذو صلة بتنفيذ عمليات مسلحة. ويأتي هذا الاعتراف المنقوص ليفند مزاعم قائد قوات الاحتلال في القطاع العميد اسرائيل زيف الذي سارع فور وقوع المجزرة الى الادعاء ان جميع الشهداء باستثناء سيدة واحدة كانوا مسلحين وقتلوا أثناء معارك متبادلة مع الاحتلال. أخيراً نقلت اذاعة الجيش عن أوساط عسكرية استخبارية خشيتها من تصعيد محتمل في العمليات المسلحة ضد جيش الاحتلال في الضفة الغربية وزعمت ان التنظيمات الفلسطينية قررت خطف قضاة عسكريين اسرائيليين بهدف تصفيتهم. ووصف قائد لواء الشمال في الشرطة الاسرائيلية "الهدوء على الخط الأخضر" بأنه وهمي، قائلا ان ثمة انذارات جدية لدى الشرطة باحتمال وقوع عمليات انتحارية داخل اسرائيل.