صنعاء، القاهرة، الخرطوم - "الحياة" تبدأ في صنعاء اليوم قمة ثلاثية يمنية - سودانية - اثيوبية بناء على مبادرة من اليمن لدرس قضايا اقليمية في طليعتها أمن البحر الاحمر ومنطقة القرن الافريقي خصوصا أن الدول الثلاث على خلاف مع اريتريا في شأن الحدود وقضايا أخرى، فيما اعلنت الخرطوم انها اسرت اريتريين شاركوا في معارك شهدها شرق السودان. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية وعربية ل"الحياة" في صنعاء أمس أن الدول الثلاث لديها مخاوف كبيرة من استمرار الاستفزاز الاريتري، وانفتاح اسمرا المقلق على اسرائيل، اضافة الى محاولة اريتريا التنصل من التزاماتها في شأن ترسيم الحدود البحرية مع اليمن والبرية مع اثيوبيا، واتهام السودان لها بالتدخل في اراضيه ودعم المتمردين السودانيين. ولم تستبعد المصادر ان تخرج القمة التي تضم الرئيسين علي عبدالله صالح وعمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي باتفاقات محددة في شأن العلاقة مع اريتريا، والضغط من أجل تأمين استقرار منطقة البحر الاحمر والقرن الافريقي. وفي الخرطوم، أكد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل أن القمة ستركز على الامن في المنطقة، ولم يستبعد أن "تتطرق الى القضايا التي تهم الدول الثلاث والعدوان الاريتري على السودان". واوضح أن البشير وزيناوي سينتقلان غدا الى نيروبي لحضور مؤتمر المصالحة الصومالية. وقالت مصادر ديبلوماسية في اديس ابابا أن القمة "ستخصص لاريتريا والوضع في الصومال والوضع في البحر الاحمر والقرن الافريقي والتعاون لمكافحة الارهاب الدولي". وفي القاهرة، اعلن أن وزير الخارجية احمد ماهر خاطب اسمرا رسمياً في شأن التوتر في علاقاتها مع السودان. واستقبل ماهر امس السفير السوداني في القاهرة أحمد عبد الحليم الذي صرح بأن الجيش السوداني يحتجز أسرى اريتريين شاركوا في المعارك في شرق السودان. واعتبر ذلك "دليلا دامغا على مشاركة اريتريا في العدوان". لكنه لم يعط معلومات اضافية عن عدد الاسرى او مكان اعتقالهم. وكان السفير الاريتري لدى القاهرة محمود عمر اعلن في وقت سابق أمس ان اريتريا طلبت رسميا من جامعة الدول العربية "التدخل لتهدئة التوتر" الحالي بين بلاده والسودان. من جهة أخرى، اعلن رئيس "التجمع الديموقراطي" السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني رفضه التام لقرار الكونغرس الاميركي اتخاذ خطوات ضد السودان. وقال عقب لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس، إن "مشكلة السودان يحلها اهله وليس قرارات من دول أخرى". وشدد الميرغني على اهمية مشاركة "التجمع" في مفاوضات مشاكوس، وقال انه بحث مع موسى في تدخل الجامعة لحل مشكلة السودان مع اريتريا.