رفض مجلس الشيوخ الاميركي بغالبية كبيرة تعديلاً على مشروع قرار مقدم من البيت الابيض في شأن تفويض الرئيس جورج بوش شن الحرب على العراق. وسعى المشروع المقترح الى توسيع صلاحيات القرار لتشمل خمسة "تنظيمات إرهابية". ودافعت الادارة الاميركية عن رأيها بأن اسلحة الدمار الشامل العراقية "تهدد الولاياتالمتحدة" على رغم ان وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه استبعدت ان تستخدم بغداد هذه الاسلحة الا اذا تعرضت لهجوم. واشنطن - رويترز، أ ف ب - تمكن مجلس الشيوخ الاميركي بسهولة من هزيمة اول محاولة لتعديل قرار طلب البيت الابيض اصداره للتمكن من شن هجوم على العراق. وجاء رفض المجلس بغالبية 88 صوتاً في مقابل عشرة اصوات، علماً ان التعديل طلبه رئيس لجنة الاستخبارات السناتور بوب غراهام. ويقضي التعديل المقترح بتوسيع صلاحيات القرار في شأن العراق ليشمل "خمسة تنظيمات ارهابية"، قال غراهام انها تشكل تهديداً اكبر بكثير على الولاياتالمتحدة. وكان البيت الابيض طلب في مشروع قرار أولي فكرة توسيع صلاحيات حرب تشمل كل منطقة الشرق الاوسط، لكن هذه العبارة حذفت. واعتبر مؤيدو اصدار قرار الصلاحيات في شأن العراق ان تعديلات غراهام من شأنها تعكير صفو الاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في شأن القرار، وان تؤخر صدوره وترسل رسالة مشوشة الى العالم في شأن اسلوب تعامل الولاياتالمتحدة مع العراق. وبدا أكيداً أمس صدور القرار الذي تفاوض بوش في شأنه مع قادة الكونغرس من الناحية الفعلية سواء في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون او مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون. وفي مجلس الشيوخ وضع العضو الديموقراطي روبرت بيرد عقبات اجرائية من شأنها تأخير إصدار قرار نهائي لأيام. وقال زعيم الغالبية توم داشل انه يعتزم ابقاء الجلسة البرلمانية مفتوحة خلال عطلة نهاية الاسبوع كي يكون هناك تصويت نهائي. ويمكن ان يكون التصويت على تعديل غراهام مؤشرا الى التصويت النهائي. وأفاد معاونون ان اقل من عشرين عضواً يتوقع ان يعارضوا القرار. وقال غراهام: "انا حزين لانني اخشى ان يزيد الاجراء الذي نوشك على اتخاذه الخطورة هنا في أرض الوطن من دون زيادة قدرتنا على الرد على ذلك الخطر". ونفى الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر وجود اي خلاف بين البيت الابيض ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه في ما يتعلق باحتمال قيام العراق بشن هجوم مباغت بأسلحة بيولوجية وكيماوية. وجاء تعليق البيت الابيض بعد ابلاغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت الكونغرس في رسالة أنه "يبدو ان بغداد تمتنع حاليا عن شن هجمات ارهابية بأسلحتها التقليدية او الكيماوية او البيولوجية ولكن اذا رأى صدام ان هجوما اميركيا على بلاده بات حتميا، قد يصبح اكثر ميلا للجوء الى اعمال ارهابية". واكد فلايشر اثناء مؤتمر صحافي ان "الرئيس تلقى هذه المعلومات من سي آي ايه واستخدمها في كل تحليلاته. وليست لديه اي مشكلة مع ما تلقاه من الوكالة". واشار فلايشر الى ان تينيت اعلن ايضا في رسالته انه "لا يشكك البتة في ان امكان رؤية صدام حسين يستخدم اسلحة دمار شامل ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة بغرض الابتزاز والرد او لغرض اخر، تزداد في حين يواصل تكديس ترسانته". وكان فلايشر يرد على سؤال يتعلق باحتمال وجود خلافات بين تصريحات "سي آي ايه" وتصريحات الرئيس جورج بوش الذي اكد مرارا ان الرئيس العراقي صدام حسين يمكن ان يشن هجوما في اي لحظة. واضاف ان "ما قام باستخدامه صدام حسين في السابق من اسلحة دمار شامل ضد اهداف مدنية وعسكرية يدل الى انه ينتج اسلحة لاستخدامها وليس فقط للرد. وهذا ما قاله مدير "سي آي ايه". ان طريقة اخرى لمقاربة المسألة تكمن في التساؤل عما سيكون عليه رد فعلك اذا وجه صدام حسين مسدساً الى صدغك ونفى في الوقت نفسه امتلاك مسدس". واضاف: "يقول بعضهم انه سيكون علينا الانتظار، لكن الرئيس اعتبر انه الخيار الاخطر". نائب يعرض منح اللجوء للنخبة العلمية العراقية وتقدم مسؤول برلماني اميركي رفيع المستوى الاربعاء بمشروع قانون يسمح بمنح اللجوء الى الولاياتالمتحدة لنحو 500 عالم عراقي وعائلاتهم اذا وافقوا على البوح بما يعرفونه عن برامج التسلح العراقية. وعرض مشروع القانون رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الديموقراطي جوزيف بيدن. ويمنح المشروع صفة المقيم الدائم في الولاياتالمتحدة للعلماء العراقيين وعائلاتهم الذين يوافقون على هذا الشرط. واوضح بيدن ان القانون سيتيح لهؤلاء العلماء نقل معلوماتهم الى مفتشي نزع الاسلحة الدوليين من دون ان يخشوا اعمالا انتقامية من الحكومة العراقية. ورأى انه "اذا كانوا مراقبين ويتعرضون لضغوط من النظام الدموي العراقي، فانهم لن يقدموا أجوبة صحيحة على الاطلاق". وقال ان مشروع القانون "سيعطيهم فرصة الافلات من هذه الضغوط".