اكد عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديموقراطيين ضرورة فتح تحقيق حول مصداقية معلومات اجهزة الاستخبارات الأمريكية المتعلقة باسلحة الدمار الشامل في العراق واحتمال التلاعب بها. وجاء تأكيد هؤلاء البرلمانيين في مواجهة تساؤلات ملحة يثيرها عجز قوات الاحتلال الأمريكية البريطانية عن العثور على اسلحة دمار شامل في العراق حتى الآن. فقد رأى عدد كبير من اعضاء مجلس الشيوخ النافذين الجمهوريين والديموقراطيين في مقابلات بثتها مختلف شبكات التلفزيون الأمريكية انه لا بد من توضيح هذا الوضع الذي قد يصبح مربكا جدا للبيت الابيض. وكان الرئيس جورج بوش قد جعل من وجود مخزونات كبيرة من اسلحة الدمار الشامل في الترسانة العسكرية لصدام حسين في العراق احد الاسباب الرئيسية لشن الحرب على العراق. وقال السناتورالجمهوري جون ماكين في تصريح لشبكةاي بي سيان الكونجرس قد يشكل لجنة ثنائية مهمتها اعداد تقرير حول نشاطات اجهزة الاستخبارات المتعلقة بالعراق. من جهته اعتبر السناتور الديموقراطي كريستوفر دود ان عددا كافيا من التساؤلات طرحت حول مصداقية المعلومات الأمريكية بشأن العراق وامكانية حدوث تلاعب سياسي لتبرير دراسة كاملة للوضع. واضاف من الضروري ان ندرس هذا الموضوع بدقة. حتى السناتور الجمهوري المحافظ جون وورنر الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ اكد لشبكة "سي ان ان" انه سيدرس هذه المسألة لكنه دافع في الوقت نفسه عن نزاهة مسؤولي الادارة الأمريكية وخصوصا جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه). وقال وورنر ان تينيت اكد لي خلال مناقشة الجمعة حول هذا الموضوع انه سيقدم في اقرب وقت الى الكونجرس كل تصريحات اعضاء الادارة المتعلقة باسلحة الدمار الشامل والمعلومات (التي امنتها اجهزة الاستخبارات) التي تدعم هذه التصريحات . واكد :سنجري تحقيقا لكن هذا لا يعني ان لدينا شكوكا في مصداقية وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية او ادارة بوش. وتأتي هذه التصريحات ردا على القلق الذي عبرت عنه لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بشأن نوعية المعلومات التي عرضتها وكالة الاستخبارات المركزية حول اسلحة الدمار الشامل في العراق والعلاقات بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة. وفي رسالة مؤرخة في23 مايو وجهت الى تينيت كتب رئيس اللجنة الجمهوري بيتر جوس ونائبته الديموقراطية جين هارمان ان اللجنة تريد التأكد، في ضوء التطورات الاخيرة في العراق، من ان التحليل الاستخباراتي الذي نقلته الوكالات المتخصصة الى المسؤولين السياسيين دقيق وموضوعي وحديث . وامهلا وكالة الاستخبارات المركزية حتى الاول من تموز/يوليو للرد على عدد من الاسئلة وخصوصا معرفة ما اذا كانت المعلومات السرية التي جمعت كافية في كميتها ونوعيتها لتبرير تدخل عسكري وما اذا كانت المصادر تتمتع بمصداقية كافية. كما طلبا معرفة الطريقة التي تم فيها تحليل هذه المعلومات ونقلها وما اذا اتخذت وجهات نظر مختلفة في الاعتبار او تم التقليل من شأنها. من جهته، قال السناتور الديموقراطي بوب جراهام الذي يتمتع باكبر نفوذ في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لشبكة سي ان ان انه اذا لم يتم العثورعلى اسلحة للدمار الشامل في العراق فان ذلك سيشكل فشلا خطيرا جدا لاجهزة الاستخبارات لدينا. واضاف جراهام وهو احد تسعة مرشحين للانتخابات الرئاسية في 2004 ان هذا يمكن ان يكشف محاولة لخداع الأمريكيين عبر التلاعب بمعلومات اجهزة الاستخبارات. بوش وتينيت في وسط العاصفة بسبب كذب معلومات المخابرات المركزية الأمريكية