دعت مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ النافذين الديموقراطيين والجمهوريين ليل الخميس الجمعة الى عملية اصلاح واسعة للاستخبارات بعد الاستقالة غير المتوقعة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت.واقترح هؤلاء الاعضاء وبينهم الديموقراطيان جون روكفلر وبوب غراهام والجمهوريان اولمبيا سيمون وترينت لوت مشروع قانون ينص على عملية اصلاح واسعة لاجهزة الاستخبارات التي تواجه انتقادات حادة بسبب تقصيرها في العراق وفي مكافحة الارهاب قبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .ويشغل روكفلر منصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. ويقضي هذا النص خصوصا باحداث منصب مدير مكلف الاستخبارات الوطنية يرأس وكالات الاستخبارات ال15 في الولاياتالمتحدة بما فيها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وسيكلف الشخص الذي يشغل هذا المنصب بجزء كبير من العمل الذي يقوم به حاليا مدير وكالة الاستخبارات المركزية لكنه لن يكون ملزما بالادارة اليومية للوكالة. وقال اعضاء مجلس الشيوخ في بيان ان هذا التنظيم سيمنح مدير الاستخبارات الوقت اللازم للتأكد من ان وكالة الاستخبارات المركزية تقوم بعملها على افضل وجه ممكن لجمع وتحليل وتوزيع المعلومات . واضافوا بقرار كهذا يمكننا ان نبدأ الاصلاحات اللازمة للاستخبارات في مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لنواجه تهديد الارهاب غير المنبثق عن الدول . وفي أعقاب ذلك أفادت شبكة سي إن إن الاخبارية بأن مسئولين أمريكيين قالوا إن رئيس العمليات السرية في الوكالة اعلن استقالته أيضا. وأمضى جيمس بافيت في وكالة المخابرات الامريكية 31 عاما وهو يرأس جميع العمليات السرية بها منذ خمس سنوات. وقال مسئولون إنه سيترك الوكالة هذا الصيف وإن قراره لا يرتبط باستقالة تينيت وإنه خطط له منذ ثلاثة أو أربعة أسٍابيع قبل إعلان تينيت الخميس. وكانت استقالة تينيت فاجأت الكونغرس حيث تساءلت المعارضة الديموقراطية ما اذا كان مدير السي آي ايه كبش الفداء لكل الاخطاء التي ارتكبتها ادارة الرئيس جورج بوش في العراق. ورأى معظم الجمهوريين ان هذا القرار مناسب لبدء الاصلاحات اللازمة لاجهزة الاستخبارات. وقالت دايان فينستين العضو الديموقراطي في مجلس الشيوخ ان استقالة مدير للسي آي ايه قبل اشهر من الانتخابات الرئاسية وفي اوج حالة انذار من هجوم ارهابي محتمل كبير امر غير عادي . واشاد عدد من المسؤولين الجمهوريين ومن بينهم ترينت لوت بأداء تينيت لكنهم رأوا ان استقالته تشكل مناسبة لتجديد قيادة السي آي ايه واصلاح اجهزة الاستخبارات . وجاءت اقسى الانتقادات من السناتور الجمهوري ريتشارد شيلبي الذي رأى ان تينيت كان يجب ان يستقيل منذ فترة طويلة ، موضحا ان ادارة وكالة الاستخبارات المركزية لم تشهد في تاريخها فشلا كالذي تواجهه اليوم . ورأى السناتور الديموقراطي كارل ليفين ان رحيل تينيت يجب الا يمنع الكونغرس من مواصلة التحقيق لالقاء الضوء على الخلل الخطير في عمل الاستخبارات في العراق . وقال ان سوء استخدام المعلومات الاستخباراتية في العراق وتضخيمها ابعد من وكالة الاستخبارات المركزية وجرى على اعلى مستويات الدولة .