دخلت سورية بقوة على خط معالجة الذيول التي دفعت ليبيا الى اقتراح نقل القمة العربية المقررة في 27 و28 آذار مارس المقبل في بيروت، فنصحت قيادات لبنانية شيعية بوقف التصريحات التي تتناول الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي وحضوره القمة، وتجديد اتهام ليبيا بمسؤوليتها عن اختفاء الإمام موسى الصدر في العام 1978. وذكر مصدر وزاري لبناني ان هذه القيادات استجابت المسعى السوري. راجع ص5. وقال المصدر ل"الحياة" ان دمشق اعتبرت ان إبقاء قضية الإمام الصدر في أذهان اللبنانيين والعرب "لا يبرر الخروج عن المألوف بتصريحات تحمل التهديدات لليبيا، على نحو ينعكس سلباً على التحضيرات الجارية لاستضافة القمة في لبنان"، وأن هذه التصريحات "لا تخدم عملية متابعة قضية الإمام الصدر وجلاء الغموض في ملابسات اختفائه". وكان لافتاً أمس قول رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان اقترح تأجيل القمة بحجة عدم ملاءمة الظروف العربية لموقف عربي موحد في مواجهة الضغوط على الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة في جنوبلبنان "انني لم آت على ذكر قضية الإمام الصدر في اقتراحي التأجيل". وأشار، كما نقل عنه زواره، الى "تناقض بين ما قلته عن القمة وتصريحات لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان". وتردد في بيروت ان اتصالاً هاتفياً جرى قبل يومين بين الرئيس اللبناني اميل لحود ونظيره السوري بشّار الأسد تناول دعم دمشق جهود لبنان استعداداً القمة. وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أبلغ الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى السبت الماضي دعم بلاده عقد القمة في بيروت، بعدما اقترحت ليبيا نقل مكان انعقادها. وأعلن وزير الثقافة غسان سلامة، المكلف التحضيرات العملية للقمة بعد اجتماع لممثلي عدد من الوزارات والأجهزة الأمنية، "ان التجاذبات السياسية، قبل عقد أي قمة عربية وارد عادة حتى قبل ساعة وحتى قبل خمس دقائق من عقدها. والقمم السابقة شهدت تهديدات بالانسحاب وعدم الحضور أو بالتمثيل الناقص قبل يوم من العقد. ونحن نعمل برصانة وجدية لعقد القمة في مكانها وزمانها". وأكد جهوز لبنان لاستضافتها. وذكرت مصادر رسمية معنية بالقمة في بيروت "ان التحدي الأساس امام القمة، ليس مطالبة طرابلس بنقل مكانها، على رغم ضرورة تضافر الجهود لمعالجة الموقف الليبي، بل هو خطة العمل العربية المطلوبة لمواجهة التطورات في العالم والمنطقة". ورأت "ان الموضوع الأساس يتعلق بسبل توحيد الموقف العربي من سياسة اسرائيل حيال الانتفاضة، والموقف من الحملة الأميركية والغربية على الارهاب وانعكاساتها على المنطقة، وهذا يجعل الموقف الليبي في المرتبة الثانية من الأهمية". وفي القاهرة أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر التزام بلاده المكان والزمان اللذين اتفق عليهما القادة العرب بالنسبة إلى القمة. وقال: "نحن ملتزمون عقد القمة في لبنان في الموعد المتفق عليه ولا نرى ما يدعو إلى عدم عقدها في بيروت". وقرر الأمين العام للجامعة زيارة سورية ولبنان في الايام المقبلة، بعد زيارته للسعودية التي يبدأها غداً الاربعاء ويتوجه إثرها إلى السودان. وقال بيان للجامعة إنه سيبحث مع المسؤولين في البلدين في عدد من الأمور المهمة المتعلقة بالخطوات الواجب اتخاذها في صدد عقد القمة. وأوضح أن موسى سيتوجه بعد ذلك الى الأردن رئيس القمة الحالية وليبيا لإجراء مشاورات مماثلة. إلى ذلك صرح موسى، إثر استقباله امس وفداً من البرلمانيين الايطاليين، بأنه يجري اتصالات مع كل الاطراف المعنية بالقمة، وانه يأمل بأن "يكون الامر قابلاً للاحتواء، لأن أي تصريحات تسيء الى الموقف العربي يجب ألا تصدر لأنها لا تضر فقط بمجمل الموقف العربي وإنما تضر بالموقف اللبناني". وسئل هل تعقل معاقبة لبنان بنقل القمة من بيروت في حين أن التصريحات السلبية لم تصدر عن أحد أفراد الحكومة وإنما عن دوائر سياسية مختلفة؟ فأجاب: "إن أحداً لا يتحدث أبداً عن معاقبة لبنان ولكن هناك موقف نتج من تصريحات سلبية وأدى الى احتجاج احدى الدول العربية وهو الأمر الذي نعمل على التعامل معه واحتوائه".