سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شمخاني ينفي اي علاقة عسكرية مع السلطة ويتهم تل ابيب بمحاولة تشوية صورة بلاده . بيريز : طهران تمول عمليات ارهابية ضد اسرائيل وتسعى الى قنبلة نووية عبدالرحيم : لا محور مع ايران ... والجميع يعرف ما نعاني من تدخلها
صعّدت اسرائيل حملتها على ايران، فاتهمها وزير الخارجية شمعون بيريز بأنها "تمول عمليات ارهابية" وتسعى الى تطوير قنبلة نووية، مؤكداً ان الدولة العبرية "لا يمكنها التهاون أبداً" حيال هذا الأمر. وفي حين أوعز وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر الى كل الاجهزة الأمنية تكثيف جهودها لمتابعة تطور العلاقات بين طهران والسلطة الفلسطينية، محذراً من التهديد الذي تشكله الجمهورية الاسلامية، اعتبر الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم حديث اسرائيل عن محور ايراني - فلسطيني "غريباً ويفتقد الى المصداقية"، مشيراً الى ما تعانيه السلطة "نتيجة التدخل الايراني في الشؤون الفلسطينية الداخلية". كذلك نفى وزير الدفاع الايراني علي شمخاني وجود أي علاقة عسكرية بين بلاده والفلسطينيين، ورأى ان قضية سفينة الأسلحة "سيناريو وضعه نظام اسرائيل العنصري للاساءة الى صورة ايران". أفادت تقارير صحافية في اسرائيل ان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيبحث هذا الاسبوع في "التطورات الاستراتيجية في المنطقة" التي أحدثها "التدخل الايراني في لبنان ومع السلطة الفلسطينية والعرب في اسرائيل"، كما عبر رئيس الحكومة ارييل شارون. وأضافت التقارير ان شارون أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفياً يوم السبت، ان التعاون الايراني - الفلسطيني "تطور جديد وخطير"، مشيراً الى "ضلوع طهران المباشر في قضية سفينة الأسلحة"، متهماً السلطة الفلسطينية بأنها تحاول التزود بكميات كبيرة من الأسلحة بما يتنافى مع الاتفاقات الموقعة. واتهم الوزير بيريز ايران بأنها "بؤرة الكذب والخداع". وقال ان هناك "حاجة الى بذل مساع من أجل كشف هذه الحقيقة أمام الرأي العام العالمي". اضاف في حديث الى الاذاعة العبرية ان ايران "تمول عمليات ارهابية ضد اسرائيل وان زعماءها يسعون الى تطوير قنبلة نووية بهدف تدمير اسرائيل... وحيال هذا الواقع لا يمكن اسرائيل التهاون ابداً". وبثت الاذاعة العبرية ان وزير الدفاع بن اليعيزر أوعز الى كل الاجهزة الأمنية تكثيف جهودها الاستخبارية لمتابعة التطورات في العلاقات بين ايران والسلطة الفلسطينية. وهو يعتقد بوجوب إثارة اهتمام العالم بأسره بالتهديد الذي تشكله ايران في ضوء "القدرات النووية وغير التقليدية" التي تسعى الى بنائها. وتصر اسرائيل على الربط بين سفينة الأسلحة وايران وتزعم ان هذه عقدت والرئيس ياسر عرفات صفقة تزود بموجبها طهران السلطة بالأسلحة في مقابل ان توفر لها هذه "موطئ قدم" في أراضيها. وقالت مصادر عسكرية ان تل ابيب تملك "الأدلة الدامغة، وليس التقديرات الاستخبارية فقط، على ضلوع ايران في تغذية الارهاب ضد اسرائيل". وأضافت ان دولاً كثيرة في العالم، خصوصاً الولاياتالمتحدة ودولاً أوروبية، "اطلعت على الأدلة واقتنعت بأن ايران كانت وراء شحن السفينة بالأسلحة". وأشارت الى ان افادات أفراد طاقم السفينة اكدت ان العمال الذين حملوا الأسلحة تحدثوا بالفارسية، وان عماد مغنية الذي تعرفه اسرائيل بأنه "رئيس جهاز العمليات العسكرية في حزب الله" كان حاضراً اثناء شحن السفينة. وكتبت صحيفة "معاريف" ان اسرائيل تهدف من خلال حملتها الاعلامية على طهران ممارسة ضغوط دولية لوقف الدعم الذي تقدمه ايران الى "حزب الله" وتنظيمات فلسطينية "ارهابية"، كما انها تسعى الى "تشويش المشروع الايراني بالتزود بصواريخ بعيدة المدى وبأسلحة الدمار الشامل خصوصاً النووية". وأفادت صحيفة "هآرتس" ان البعثة العسكرية برئاسة رئيس قسم الأبحاث في هيئة الاستخبارات نجحت في اقناع الادارة الاميركية بأن الرئيس الفلسطيني اتخذ قراراً مبدئياً قبل شهر ايلول سبتمبر الماضي بتعزيز علاقاته مع ايران، وان اتصالات سرية تمت بين مسؤولين في السلطة وايرانيين قرر مرشد الثورة علي خامنئي في ضوئها "استغلال الفرصة وتوسيع رقعة التدخل الايراني في الساحة الفلسطينية". وتابعت الصحيفة ان هذه المعلومات عرضت ايضاً أمام مسؤولين أمنيين في مصر "مما أدى الى توتر العلاقات بين مصر والسلطة". وقالت ان القاهرة مستاءة من استغلال السلطة قناة السويس في محاولة لتهريب السفينة "كما لا يروق لها تدخل ايران في منطقة تتمتع فيها مصر بقوة تأثير". وذكرت "هآرتس" ان وفداً اميركياً رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية للشؤون الأمنية جون بولتون سيصل الى اسرائيل الخميس المقبل للبحث في سبل وقف الدعم الروسي لايران لتطوير أسلحة نووية. وكشفت ان لقاء بين قادة الاستخبارات في اسرائيل وروسيا سيعقد قريباً للبحث في "التطورات الخطيرة في المنطقة". من جهة اخرى، اعتبر الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم مزاعم اسرائيل عن محور ايراني - فلسطيني حديثاً غريباً يفتقد الى المصداقية، وقال: "ان جميع دول العالم تعرف مدى ما تواجهه السلطة من معاناة نتيجة التدخل الايراني في الشؤون الفلسطينية الداخلية عبر بعض القوى التي تعارض قولاً وفعلاً ما تقره السلطة وقيادتها وما تتخذه من سياسات واجراءات". وتابع: "ان النغمة الاسرائيلية الجديدة هي مجرد أكذوبة تريد الحكومة الاسرائيلية من خلالها مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وتشويه صورة القيادة الفلسطينية بهدف استعداء أطراف دولية عليها. ان الشعوذات الاسرائيلية أصبحت مكشوفة لكثيرين وان كان قليلون ينخدعون بها الى حين". في طهران، صرح وزير الدفاع علي شمخاني بأن قضية السفينة "كارين ايه" "سيناريو وضعه نظام اسرائيل العنصري للاساءة الى صورة ايران" نافياً "أي علاقة عسكرية مع السلطة الفلسطينية". واكد شمخاني ان "أي هيئة ايرانية لم ترسل أسلحة الى الأراضي الفلسطينية"، مشيراً الى ان هذه التأكيدات تهدف الى "التأثير في قرارات مسؤولين اميركيين". واضاف: "انها خطوة غير موفقة لأن هذه الادعاءات لا أساس لها" مؤكداً انه "من خلال هذه التصرفات تكون اسرائيل هددت المصالح الاميركية والسلام والاستقرار في المنطقة". كذلك، قال سفير فلسطين في ايران صلاح الزواوي، عميد السلك الديبلوماسي العربي ل"فرانس برس": "ان العلاقات السياسية ممتازة بين السلطة الفلسطينية والجمهورية الاسلامية الايرانية، ولكن خلال 21 عاماً من وجودي في ايران، لم توجد أبداً أي علاقات عسكرية أو امدادات بالأسلحة" بين الجانبين، "لذلك فوجئنا كثيراً بالتصريحات الاسرائيلية عن سفينة الأسلحة".