لم يعد حسام حسن قائد وهداف منتخب مصر لكرة القدم أمس من باريس كما كان مقرراً بعد رحلة علاجية قصيرة، وهو عن مباراة مصر الودية الأخيرة ضد بوركينا فاسو أمس في القاهرة. واقتصرت مشاركة النجم الكبير على 51 دقيقة عبر خمس مباريات تجريبية خاضها المنتخب المصري قبل نهائيات الأمم الافريقية 2002 في مالي. الاشاعات طاردت رحلة حسام حسن الى باريس، وتباينت بين تشديدات على خطورة اصابة النجم في العضلة الرفيعة الخلفية للفخذ الايمن، وهو الأمر الذي يبعده من الملاعب لمدة ثلاثة اسابيع على الأقل، وبالتالي لن يتمكن من اللحاق بنهائيات أمم أفريقيا التي تنطلق في 19 الجاري، ما دفع الاتحاد المصري لعدم توقيع عقوبة على المحترف محمد اليماني المعتذر عن الانضمام الى المنتخب، والاتجاه لضمه واغرائه بالسفر الى مالي ومنحه مكاناً أساسياً في المنتخب كما يريد اللاعب. لكن الجانب الآخر من الاشاعة أكد ان اللاعب غير مصاب على الاطلاق وانه سافر الى فرنسا للهروب من القاهرة ومن الصحافيين لإخفاء غضبه الشديد بسبب ابعاد شقيقه التوأم ابراهيم من اللائحة المصرية للبطولة الافريقية، واضافت هذه الاشاعة أن حسام وضع شرطاً واضحاً امام المدير الفني محمود الجوهري بضرورة ضم شقيقه معه في أي تشكيلة للمنتخب أو ابعادهما معاً. ولن يتحدد مصير حسام حسن مع المنتخب الا خلال 48 ساعة بعد عودته من باريس وظهور الحقيقة أمام الجميع. ورفض الجوهري التعقيب على ما تردد، مؤكداً أن المناخ المحيط باللاعبين والمنتخب غير صحي على الاطلاق، وهو ألغى مؤتمراً صحافياً كان مقرراً عقده اليوم بعد مباراة بوركينافاسو. تأريخ 2 وبالعودة الى الحديث عن البطولات الافريقية أ ف ب، فقد احرزت الجزائر اول لقب لها بعد ان استضافت الكأس عام 1990 بفوز كبير على نيجيريا 5-1 في المباراة الافتتاحية. ثم التقى المنتخبان مجدداً في المباراة النهائية وجدد الجزائريون فوزههم 1-صفر امام 100 الف متفرج على ملعب "5 مارس" وقاد المنتخب الجزائري شريف الوزاني وجمال مناد ورابح ماجر. وشاركت مصر بالمنتخب الرديف لأن الاول كان يستعد لنهائيات كأس العالم التي كانت مقررة في ايطاليا فخسرت مبارياتها الثلاث وخرجت خالية الوفاض. وشاركت في البطولة ايضاً منتخبات ساحل العاج وزامبيا والكاميرون والسنغال وكينيا. وحلت السنغال في المركز الثالث بتغلبها على السنغال 1-صفر. ودونت ساحل العاج عام 1992 اسمها في سجلات البطولة للمرة الاولى في تاريخها بعد مباراة نهائية تاريخية انتهت بفوز "الفيلة" على غانا بركلات الجزاء الترجيحية 11-10 علماً ان الفريقين سددا 24 ركلة على مدى 42 دقيقة. واستحق المنتخب العاجي الفوز لانه اخرج الجزائر حاملة اللقب وزامبيا والكاميرون ثم غانا في المباراة النهائية وذلك من دون ان يدخل مرماه اي هدف ليتوج حارس مرماه الان غوامينيه افضل لاعب في البطولة. وخاضت غانا المباراة النهائية من دون نجمها ابيدي بيليه الذي نال انذارين من قبل. وشهدت البطولة خروج المنتخبات العربية مصر والجزائر والمغرب على التوالي من الدور الاول، علماً ان مصر لم تسجل اي هدف بعد سنتين من عروضها الجيدة في كأس العالم في ايطاليا. وخيبت تونس آمال جمهورها العريض عام 1994 عندما خرجت من الدور الاول خالية الوفاض وهي التي كانت مرشحة الى جانب نيجيريا وغانا لاحراز اللقب. لكن تونس عوضت بتنظيمها الناجح للبطولة الذي اجمع عليه جميع المسؤولين الرياضيين الكبار وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي السابق جواو هافيلانج ورئيس اللجنة الاولمبية خوان انطونيو سامارانش. ونال رئيس اللجنة التنظيمية سليم شيبوب شهادة اعتراف بحسن التنظيم من الاتحاد الافريقي. وفرضت نيجيريا بقيادة "البولدوزر" رشيدي يكيني سيطرتها على البطولة وتمكنت من احراز لقبها الثاني بعد عام 1980 بفوزها على زامبيا 2-1 بفضل ايمانويل امونيكي. وفي عام 1994 في جوهانسبورغ، رأى الاتحاد الافريقي رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 12 الى 16 منتخباً، وقد نابت جنوب افريقيا عن كينيا في استضافة النهائيات بعد اعتذار الاخيرة لصعوبات مالية. ولم يكتب للبطولة ان تقام بمشاركة 16 منتخباً لأن المنتخب النيجيري حامل اللقب رفض التوجه الى جوهانسبورغ زاعماً ان الامن ليس متوافراً في العاصمة الجنوب افريقية، فخسرت البطولة منتخباً عريقاً كان بلغ الدور الثاني من كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994. وكان جزاء نيجيريا استبعادها من جانب الاتحاد الافريقي لمدة اربعة اعوام فغابت عن بطولتي 1996 و1998. وقلب المنتخب الجنوب افريقي، مدعوماً من انصاره وعلى رأسهم رئيس البلاد في ذلك الوقت نلسون مانديلا، التوقعات باحرازه اللقب بتغلبه على تونس 2-صفر في المباراة النهائية وهو الذي كان يشارك في النهائيات للمرة الاولى بعد عودته الى الساحة الرياضية اثر غياب طويل بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها. وبلغت الجزائر الدور ربع النهائي وخسرت امام جنوب افريقيا، ومصر الدور ذاته وخسرت امام زامبيا 1-3. وفي عام 1998 في بوركينا فاسو اقيمت البطولة بمشاركة 16 منتخباً، ودخل منتخب مصر تاريخ الكأس من بابه الواسع بعدما بات ثاني منتخب يحرز اللقب اربع مرات منذ انطلاق البطولة عام 1957. ولم يكن فوز الفراعنة متوقعاً خصوصاً بعد خسارتهم في الدور الاول امام المغرب احد ابرز المرشحين للفوز بالبطولة بالنظر الى تشكيلته المحترفة بكاملها في اوروبا. وأحرزت مصر اللقب بفوزها على جنوب افريقيا في المباراة النهائية. وجاءت الكونغو الديموقراطية ثالثة بتغلبها على بوركينا فاسو بركلات الترجيح 4-1 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 4-4. وتوج قائد منتخب مصر حسام حسن ومهاجم جنوب افريقيا بينيديكث ماكارثي هدافا للبطولة برصيد 7 اهداف، واختير الثاني افضل لاعب في البطولة. وأبهر اصحاب الارض جميع المتتبعين بعروضهم الرائعة ونديتهم الكبيرة بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الملقب ب"المشعود الابيض" حيث بلغوا الدور نصف النهائي قبل ان يخسروا امام مصر صفر-2. وخسرت بوركينا فاسو امام الكونغو الديموقراطية بركلات الترجيح 1-4 الوقتان الاصلي والاضافي 4-4 في مباراة تحديد المركز الثالث. وخرج المغرب الذي كان احد ابرز المرشحين لاحراز اللقب، من الدور ربع النهائي لخسارته امام جنوب افريقيا 1-2، وتونس من الدور ذاته لسقوطها امام بوركينا فاسو بركلات الترجيح 7-8 الوقتان الاصلي والاضافي 1-1، في حين خرجت الجزائر من الدور الاول لخسارتها امام غينيا صفر-1، وامام بوركينا فاسو 1-2، وامام الكاميرون 1-2 أيضاً. وبعد اختيار كوريا الجنوبية واليابان لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2002، وبلجيكا وهولندا لاحتضان نهائيات كأس الامم الاوروبية 2000، انتقلت عدوى التنظيم المشترك الى القارة السمراء بعدما وقع اختيار الاتحاد الافريقي على نيجيريا وغانا لاستضافة النهائيات الثانية والعشرين. ولم يكن وارداً أن يلجأ الاتحاد الافريقي الى فكرة التنظيم المشترك وفي الدورة الثانية والعشرين بالذات، لانه كان منح سابقاً شرف احتضان العرس الافريقي الى زيمبابوي، بيد أنه عاد وسحب منها الاستضافة في 8 شباط فبراير 1999 بسبب تأخر بدء الاعمال في الملاعب. واستضافت غانا 12مباراة للمجموعتين الاولى غانا والكاميرون وساحل العاج وتوغو والثانية جنوب افريقيا والجزائر والغابون والكونغو الديموقراطية منها المباراة الافتتاحية، واثنتين في الدور ربع النهائي، وواحدة في نصف النهائي، ومباراة المركز الثالث، فيما احتضنت نيجيريا 12 مباراة ايضاً للمجموعتين الثالثة مصر حاملة اللقب وزامبيا والسنغال وبوركينا فاسو والرابعة نيجيريا وتونس والمغرب وجمهورية الكونغو واثنتين في ربع النهائي وواحدة في نصف النهائي والمباراة النهائية. وأحرزت الكاميرون اللقب بجدارة بعد عروضها الجيدة، خصوصاً في ربع النهائي ونصف النهائي والمباراة النهائية. وبدأت الكاميرون النهائيات بتعادل مع غانا 1-1، ثم سحقت ساحل العاج 3-صفر، قبل ان تتعرض لخسارة مفاجئة امام توغو صفر-1. وتخطت الكاميرون الجزائر بصعوبة في ربع النهائي 2-صفر، ثم لقنت تونس درساً في فنون اللعبة في نصف النهائي، قبل ان تنتزع الكأس للمرة الثالثة في تاريخها على حساب نيجيريا بفوزها عليها 4-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل 2-2. وخيبت غانا آمال جمهورها بسبب عروضها المخيبة وخروجها من ربع النهائي بخسارتها امام جنوب افريقيا صفر-1. ولم تسلم نيجيريا من انتقادات عشاقها خصوصاً بعد عرضها السيىء امام السنغال في ربع النهائي عندما كانت قاب قوسين او ادنى من توديع المسابقة حيث تقدمت السنغال 1-صفر حتى الدقيقة الاخيرة التي ادرك فيها اصحاب الارض التعادل 11-11 وانتزعوا الفوز في الوقت الاضافي. عربياً، تألق المنتخب التونسي في البطولة وبلغ نصف النهائي حيث خسر امام الكاميرون صفر-3، قبل ان يخسر امام جنوب افريقيا 3-4 بركلات الترجيح الوقت الاصلي 2-2 ليحل رابعاً. وتوقفت مسيرة المنتخبين المصري والجزائري في الدور ربع النهائي بخسارة الاول امام تونس صفر-1، والثاني امام الكاميرون 1-2. أما المغرب فخرج من الدور الاول بحلوله ثالثاً في مجموعة "الموت" خلف نيجيريا وتونس.