في ظل التطور الذي يشهده العالم في شتى المجالات تغيرت الكثير من الأمور والقضايا المتعلقة بحياتنا الاجتماعية، فأصبحت تشهد شيئاً من التشعب والتعقيد بسبب الانفتاح الاجتماعي الكبير الذي لم يكن موجوداً في مجتمعنا الشرقي. لكن لماذا تخاف الفتاة المعاصرة من الزواج؟ هل هو الخوف من مسؤولية البيت؟ أم من الفشل في الوصول الى الاستقرار؟ * جورجينا جبرا 21 عاماً طالبة أدب عربي تقول: "الزواج خطوة جيدة في حياة الفتاة لا بل هي اهم خطوة، لكني شخصياً اخاف الفشل، لأن الزواج في حد ذاته مسؤولية ويجب ان يكون الاختيار مطبوعاً بالتريث وعدم التسرع والا فالفشل ينتظرنا، ومسؤولية البيت والأولاد كبيرة تتطلب ان يكون الشريك واعياً ومتفهماً وقادراً ومحباً لمنزله. لكني اتساءل هل سأجد رجلاً بهذه المواصفات النادرة. هذا ما يخيفني ويجعل من الزواج خطوة صعبة جداً". * فداء علي 24 عاماً موظفة، تقول: "فكرة الزواج جميلة وضرورية لكنها صعبة تتطلب تفكيراً عميقاً وتحتاج الى الالفة والمودة والانسجام بين الزوجين، واذا فقدت احدى هذه المقومات لسبب من الاسباب يصبح الزواج مهدداً بالانهيار، وهذا الامر يخيفني ويولّد في داخلي حذراً شديداً حيال اختيار الشريك، فنحن نعيش في مجتمع شرقي يقيد الفتاة بعاداته وتقاليده ولا يعطيها الحرية اللازمة لتستطيع اختيار الرجل المناسب". * ريم داهود 23 عاماً طالبة في كلية الصحافة، تقول: "بالنسبة اليّ فكرة الزواج مستبعدة لأني لا اثق بالرجل الشرقي وبعقليته وأفكاره التي مهما تحضرت تبقى شرقية بطابع سلبي، فنسبة كبيرة جداً من الرجال يريدون من المرأة ان تطيعهم وتلبي حاجاتهم من دون تقصير مع بقاء السلطة الاولى في المنزل بيد الرجل والمرأة تأتي في الدرجة الثانية، وربما تكون معدومة الشخصية في منزلها. واذا سألنا انفسنا هل يعامل كل رجل زوجته كما يعامل نفسه، بالطبع الاجابة ستكون لا، لأن الرجل اناني بطبعه، يضع نفسه دائماً في المرتبة الاولى وورث انانيته من التربية والمجتمع والتقاليد، وهذا كله يجعلني انفر من الزواج وأستبعده". * ساجدة سعيد 26 عاماً مدرّسة، تقول: "من يريد الدخول الى القفص الذهبي يجب عليه ان يدرك انه سيدخل في عالم جديد مختلف عن حياة العزوبية وفيه تجارب كثيرة لم يسبق له ان مرَّ بها، فالحياة الزوجية تتطلب الكثير من الوعي والانسجام والحب بالدرجة الاولى مما يفتقر اليه الكثير من الازواج بحكم طريقة زواجهم التقليدية، ففترة الخطوبة التي تمت في شكل تقليدي يسودها التصنع والتكلف والكثير من الكذب، وبعد الزواج تبدأ الخلافات بسبب اتضاح الحقيقة. الزواج يحتاج الى حب يولد التسامح والصراحة والقدرة على تحمل اخطاء الشريك، وأنا شخصياً اذا لم اجد الرجل الذي احبه وأتفاهم معه لن اتزوج لئلا أقع في الكثير من مطبات الحياة الزوجية، كالروتين والملل والمشكلات المستمرة وهذا امر يخيفني جداً". * ريتا عدوان 25 عاماً خريجة أدب فرنسي، تقول: "أنا لا اكره الزواج ولا أهرب منه، ولكن، هناك اسباب جعلتني اخاف منه، اولها اهتزاز ثقتي بالرجل بسبب ترك والدي المنزل من دون سبب مقنع وزواجه من امرأة أخرى واهماله بيته وأولاده، ما ترك اثراً سلبياً في نفسي وجرح مشاعر والدتي التي لم تقصر بحقه. وثانيها حالات الطلاق التي تزداد في مجتمعنا وما اراه من مآس تنجم عن انفصال الوالدين، فأنا اشعر ان معظم الرجال مهما اخلصت لهم المرأة وتفانت من اجلهم يبقى في داخلهم حب التجديد فيقبلون على الزواج مرة ثانية، واذا لم يتزوجوا يقيمون علاقات مع نساء اخريات، فأنا اذا اقبلت على الزواج اخاف ان يحدث معي الشيء نفسه وهذه صدمة كبيرة لا استطيع تحملها او حتى تجربتها". *تمارى محمد 28 عاماً طبيبة، تقول: "الزواج هو سنّة الحياة وأمر لا مهرب منه، فأنا حين افكر في هذه الخطوة اتفحصها من كل جانب، فكل فتاة يجب ان تختار الزوج وفقاً لمستواها العلمي والفكري طبعاً مع وجود الحب في البداية، لأن الحب هو البنى التحتية للزواج الذي يولّد الجو الهادئ في المنزل، والتفاهم والتقارب بالأفكار هما شرطا الاستقرار. لكن من الصعب ان اجد هذه الشروط مجتمعة في رجل واحد. فأنا فتاة ملولة احتاج الى حياة زوجية خالية من الروتين والملل والى رجل يؤمن لي الحب والاستقرار ويحترم المرأة جداً، وهذا ما لم اجده بين شباب اليوم لهذا اخاف من الزواج". * بيان السريع 30 عاماً صيدلانية، تقول: "انا قصتي مع الزواج مختلفة عما هو مألوف وحين أبرر تأخر زواجي الى سن الثلاثين تقريباً يضحكون او يظنون انني معقدة، فأنا احببت شخصية والدي جداً وأعجبت فأفكاره الحضارية، لذا كنت احلم دوماً ان ارتبط بشخص مشابه لأبي، لكني وللأسف اقمت اكثر من تجربة عاطفية لم تصل الى ما كنت اطمح اليه ولو في نسبة ما لكنني لم اجد شخصاً يشبه والدي وهذا الشيء يولد لدي حسرة جعلتني انظر الى الشباب الذين قابلتهم واحتككت بهم على انهم دون مستوى طموحي في الزواج، لذا محبتي لأبي واعجابي الشديد بشخصيته دمرني من الناحية العاطفية، وهذا ما يخيفني من الزواج او بالأحرى يبعدني منه".