كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أن مسؤولين أمنيين وسياسيين ألمان يترددون، في استمرار، على بيروت للقاء مسؤولين في "حزب الله" مكلفين من أمينه العام السيد حسن نصرالله مواكبة تطورات الوساطة التي تقوم بها الحكومة الألمانية بين اسرائيل وقيادة الحزب لاتمام مبادلة الجنود الاسرائيليين الأسرى وأحد ضباط "الموساد"، بالأسرى اللبنانيين وأسرى عرب آخرين، في السجون الاسرائيلية. وأكدت المصادر الديبلوماسية ل"الحياة" ان بعثة المانية زارت بيروت مرتين في أقل من شهر، وعقدت اجتماعات في أحد فنادق بيروت الفخمة مع مسؤول في "حزب الله" يتابع ملف التبادل بطلب مباشر من نصرالله. وأشارت الى أن البعثة الألمانية قصدت العاصمة اللبنانية، آخر مرة قبل أيام عدة، وأن لا علاقة لهذه الزيارة بالجولة التي يقوم بها قريباً وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر على عدد من عواصم المنطقة. وأوضحت أنها تتردد في استمرار على بيروت اضافة الى زياراتها الدورية لتل أبيب بصرف النظر عن احتمال حصول تقدم أم لا في التبادل. وأكدت انها تتصرف منذ اليوم الأول لموافقة الحزب على وساطة بون لاتمام المبادلة، على أن الكشف عن مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد، خارج الوساطة الألمانية. وأضافت ان الموفدين الألمان أكدوا في آخر لقاء مع الحزب ان تل أبيب لا تشترط الكشف عن مصير اراد في مقابل الموافقة على وساطتهم، وان ما أعلنه رئيس الوزراء الإسراذيلي آرييل شارون في هذا الشأن لم يكن من باب وضع شروط جديدة، بمقدار ما وجه الى الاستهلاك الاسرائيلي الداخلي، في اثارة مسألة اراد. وبالنسبة الى نتائج مفاوضات الجولات المكوكية على بيروت وتل أبيب للبعثة الألمانية، قالت المصادر إن برلين كعادتها تتكتم على طبيعة المحادثات التي تجريها، مؤكدة ان الطرفين لم يطلبا على الاطلاق ولو مرة واحدة من البعثة وقف وساطتها. ولم تستبعد أن تكون برلين نقلت معلومات مباشرة الى الحزب وطهران، تعد حاسمة ونهائية عن مصير الديبلوماسيين الايرانيين الثلاثة، الذين كانوا اختفوا ابان الاجتياح الاسرائيلي للبنان في حزيران يونيو 1982. لكنها استبعدت ان تكون ألمانيا تبلغت معلومات خاصة بالجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين أسرتهم المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة.