قال مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع ان الحكومة الألمانية تحاول اعادة تحريك مبادرتها لإتمام عملية مبادلة الأسرى في السجون الإسرائيلية والجنود الإسرائيليين الذين يحتفظ بهم "حزب الله"، وتدرس عرضاً، لم يعرف مصدره، يقضي بموافقة الحزب على تسليمها شريط فيديو عن العقيد الإسرائيلي المتقاعد والجنود الثلاثة الذين كان أسرهم في مزارع شبعا المحتلة في مقابل افراج تل أبيب عن دفعة من المعتقلين اللبنانيين اضافة الى جثث مقاومين سقطوا في التصدي للاحتلال الإسرائيلي. وكشف المصدر الديبلوماسي ل"الحياة" بأن الحكومة الألمانية "على وشك التقدم بهذا العرض وتقوم بدرسه لانجاح الوساطة، خصوصاً بعد أن رفضت قيادة الحزب اعطاء شريط فيديو لبعثة الصليب الأحمر الدولي يتيح لتل أبيب الوقوف على أحوال أسراها. فقيادة الحزب أكدت أن أي طلب من هذا النوع، يعني دخولاً في صلب المفاوضات، وهي ليست مستعدة لتسهيل الحصول على شريط الفيديو، من دون أي مقابل أو ثمن ملموس". وأوضح المصدر أن بعض دول المجموعة الأوروبية "كان طلب مساعدة سورية والجمهورية الإسلامية في ايران، لدى الحزب لتسهيل التبادل رغبة في تقوية الموقع الانتخابي لرئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك في وجه منافسه زعيم الليكود آرييل شارون. وأحالت دمشق وطهران هذا الطلب على الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله باعتباره الوحيد الذي يتعاطى مباشرة بملف التبادل". وأكد المصدر أن بون "استحصلت على معلومات ألمانية رسمية عن اختفاء الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في بيروت، أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران يونيو 1982". وأكد المصدر أن الحكومة الألمانية "ما زالت الطرف الوحيد الذي يتعاطى الملف، وأن المبادرات الأوروبية الأخرى ليست سوى ابداء الرغبة في امكان الشراكة مع بون". وأشار المصدر الى أن "الرهان الإسرائيلي على عامل الوقت، لاتمام التبادل بما يسمح لباراك الافادة منه قبل الاستحقاق الانتخابي لا يجد أي حماسة عند "حزب الله" الذي يهمه فقط استجابة تل أبيب لشروطه في مقابل الافراج عن الأسرى الإسرائيليين، رافضاً ادراج العملية في صلب المعركة الانتخابية لئلا يطلب منه "تنازلات" ليس في وارد الانصات اليها". وأوضح أن تمسك الحزب بشروطه يدفع بالحكومة الألمانية الى البحث عن آلية للمفاوضات تضع مبادرتها على نار حامية، وهذا ما يفسر خلفية العرض الأولي الذي توشك على طرحه. وفي هذا السياق رفض "حزب الله" التعليق على معلومات بأن افراج إسرائيل عن اللبناني بولس أبو زيد الذي تسلمته الأجهزة الأمنية من قيادة قوات الطوارئ الدولية عند بوابة الناقورة، الأسبوع الماضي، بعد ان سجن سنوات فيها بتهمة التعاون مع الحزب خلافاً لما أشيع عن احتجازه قد يكون على علاقة بعملية التبادل. ولم يعرف ما اذا كانت إسرائيل حملته رسالة ما عن قضية التبادل، خصوصاً انه لا يزال يخضع للتحقيق على يد الأجهزة الأمنية الرسمية.