كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية ل"الحياة" ان الحكومة الالمانية تطمح الى اتمام عملية تبادل، في اقرب وقت ممكن، للافراج عن الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين اسرهم "حزب الله" قبل شهرين، في مقابل اطلاق جميع الاسرى اللبنانيين الموجودين في السجون الاسرائىلية. ولفتت المصادر الى ان الحكومة الالمانية تقوم بتحرك سريع تأمل من خلاله بالتوصل الى اتفاق مع اسرائىل وقيادة "حزب الله" لهذه الغاية. وقالت ان بعثة المانية تضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والأمن باشرت تحركها بين تل ابيب وبيروت. من جهة اخرى، تتسلم اللجنة القضائية الأمنية اللبنانية، اليوم، الموقوفين اللبنانيين في السجون السورية، على ان تباشر فوراً في اجتماعها برئاسة رئىس اللجنة المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم النظر في ملفاتهم لتقرير الخطوات اللاحقة في خصوص مصيرهم. راجع ص4 ويضم وفد اللجنة الى دمشق القاضي عضوم ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن ريمون عازار ليعودا بالموقوفين اللبنانيين الى بيروت. وكان هذا الموضوع مدار بحث في اجتماع عمل عقد ظهر امس بين رئىسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري، ونقل عن الأول تأكيده انه لن يبقى اي موقوف لبناني في السجون السورية، بمن فيهم الذين ارتكبوا جرائم قتل. ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام معلومات مفادها انه بات طبيعياً ان يطوى هذا الملف نهائياً، اذ لا بد من وضع حد للايحاء بأن كل مفقود في الحرب اللبنانية موجود حكماً في سورية بينما الملفات والوقائع والأسماء والتفاصيل تثبت خلاف ذلك. الوساطة الالمانية وأكدت ان البعثة الألمانية حضرت الى بيروت منذ اربعة ايام والتقت ممثلين عن قيادة "حزب الله" في اجتماع احيط بسرية تامة عقد في احد فنادق بيروت الكبرى، وعرضت لهم حصيلة اللقاءات التي عقدتها قبل ايام مع مسؤولين اسرائىليين في مقدمهم رئىس الحكومة ايهود باراك قبل ان يعلن استقالته. واوضحت المصادر ان الوساطة الألمانية "تناقش حالياً في صلب البنود المتعلقة باتمام عملية التبادل"، وقالت ان البعثة الالمانية سلمت قيادة الحزب "رسالة تعرب اسرائىل فيها عن استعدادها التوصل الى اتفاق". واستبعدت المصادر ان تترك استقالة باراك اي تأثير سلبي يحول دون مواصلة التحرك الألماني في جولات مكوكية ما بين بيروت وتل أبيب، تحضيراً للاتفاق الذي تأمل بون بانجازه في مدة لا تتجاوز الاسبوعين شرط ان تنجح في التغلب على بعض الشروط التي وضعتها قيادة حزب الله. ورفضت المصادر الدخول في تفاصيل الشروط لكنها توقعت ان يكون الضابط الاسرائىلي الذي خطفه "حزب الله" بعدما استدرجه في عملية امنية دقيقة الى بيروت في عداد الاشخاص المشمولين في المبادرة الألمانية. وعلقت المصادر ذاتها اهمية على نجاح المبادرة وعزت السبب الى ان الحكومتين اللبنانية والسورية تواكبان عن كثب التحرك الألماني على هذا الصعيد بعد ان كان مهد له المستشار الألماني غيرهارد شرودر في جولته الأخيرة على المنطقة. ورأت في المبادرة الألمانية، خطوة لابعاد فرنسا وروسيا والسويد عن القيام بأي دور على صعيد عملية التبادل بعدما كانت هذه الدول ابدت استعداداً بقي في حدود الرغبة ولم يتطور الى خطوات ملموسة بسبب دخول المانيا على خط الاتصالات وهي صاحبة دور سابق في هذا المجال، معتبرة ان هذه المبادرة موضوعة على نار حامية، إلا اذا طرأت عراقيل غير منظورة.