أكد مصدر واسع الاطلاع ل"الحياة" ان افراداً من البعثة السياسية - الأمنية الألمانية التي تتولى الاتصالات بين اسرائيل و"حزب الله" للتفاوض على مبادلة الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين في حوزة الحزب، بأسرى لبنانيين وعرب في السجون الاسرائيلية، بقوا في بيروت، فيما توجه البعض الآخر منهم الى القدسالمحتلة لمواكبة الاتصالات التي تقوم بها حكومة بلادهم في مبادرتها لاتمام العملية. وكشف المصدر ل"الحياة" ان البعثة الالمانية حضرت الى بيروت في بحر الاسبوع الماضي، حاملة عرضاً اسرائيلياً للتبادل، وناقشته مع مسؤولين في قيادة "حزب الله" بتكليف من أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي يتولى الاشراف شخصياً على ملف الأسرى. وكانت "الحياة" اشارت الى عقد الاجتماع في عددها الاثنين الماضي. ولفت المصدرالى ان الحزب "طرح افكاراً تشكل تعديلاً للعرض الاسرائيلي، ما استدعى انتقال بعض اعضاء البعثة الالمانية الى اسرائيل للوقوف على رأيها فيها. وهؤلاء هم على تواصل الآن مع زملائهم في البعثة في بيروت، للاشراف على المفاوضات المكوكية الجارية بين الفريقين، من خلال الحكومة الالمانية التي يتابعها عن كثب لبنان وسورية لمعرفة هل قطعت شوطاً ام لا". واذ رفض المصدر الدخول في تفاصيل العرض الذي حمله الوفد الالماني، اكد ان المبادرة الالمانية جدية جداً وان التحضير لها بدأ منذ اكثر من شهر. وسأل هل كان في وسع رئيس وزراء اسرائيل المستقيل ايهود باراك ان يتحمل في ظل اوضاعه الداخلية السائدة، القبول بمطالب الحزب خصوصاً لجهة اصراره على اطلاق اسرى غير لبنانيين، إضافة الى معرفة مصير ثلاثة ديبلوماسيين ايرانيين كانوا اختفوا في بيروت عام 1982؟ من الجانب الاسرائيلي، اكد رئيس اركان الجيش الجنرال شاول موفاز صحة تقارير لبنانية ان اسرائيل تتفاوض مع "حزب الله" على اعادة الاسرائيليين الاسرى ولكن لم نتلق معلومات عن أحوالهم. وقال ان الاتصالات "بدأت لتوها" وان التقارير التي تفيد ان الجانبين اقتربا من التوصل الى اتفاق "مغرقة في التفاؤل وان الصحف بالغت عند التطرق الى هذه القضية". وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه "ان المفاوضات لم تحقق انفراجاً في ما يتعلق بالجنود الثلاثة واسرائيل ما زالت لا تعلم شيئاً عن حالهم، ومن الواضح ان ثمن اي مبادلة سيكون الافراج عن الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني". وقال: "لسنا سذجاً. ولا احد يتوقع ان نستعيد اولادنا من دون ان ندفع ثمناً في المقابل". الى ذلك، دعا "نادي الأسير الفلسطيني" من بيت لحم، "حزب الله" الى ان يشمل السجناء الفلسطينيين لدى اسرائيل في عملية تبادل الاسرى. واضاف: "ان الاسرى وذويهم يعلقون آمالاً كبيرة على الحزب في انهاء معاناتهم".