طمأنت الولاياتالمتحدة اسرائيل أمس الى أنها ما زالت تدعم شروطها لاستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، وان ايفاد مراقبين الى الدولة العبرية سيراعي ضمان مصالحها الأمنية. وقال مصدر في الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان بعثة المراقبين ما زالت أفكاراً أولية، لم يتخذ قرار في شأنها حتى الآن، واذا حصل فمن المرجح ان يرأسها ممثل الولاياتالمتحدة في "تفاهم نيسان" بين اسرائيل ولبنان ريتشارد هيردمان. وأوضح ان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد سيتوجه الى المنطقة الاسبوع المقبل للبحث في آلية تطبيق القرارات وموضوع المراقبين الدوليين، ملاحظاً ان هذه المسألة "تتطلب قراراً على أعلى المستويات في البيت الأبيض"، ومشيراً الى ان التركيز لا يزال على ايجاد السبل الكفيلة بتطبيق قرارات "لجنة ميتشل". في غضون ذلك، دمر الجيش الاسرائيلي أمس ثلاثة مراكز لقوات الرئاسة الفلسطينية القوة 17. وشن الحاخامون الغربيون والشرقيون هجوماً عنصرياً على العرب، فوصفهم الحاخام عوفاديا يوسف بأنهم "مثل النمل سيأتي المسيح ليقذفهم الى الجحيم". وبرر حاخام آخر، توراتياً، عمليات اغتيال الفلسطينيين. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية امس عن مصادر قريبة الى رئيس الحكومة ارييل شارون ان الولاياتالمتحدة أبلغت اسرائيل ان لا تغيير في موقفها من استئناف المفاوضات السياسية وان بلورة آلية تنفيذ توصيات "لجنة ميتشل" خصوصاً ايفاد مراقبين دوليين ستضمن مصالح تل ابيب الأمنية. وأضافت ان شارون يطالب واشنطن بإجراء "بحث عميق" قبل اعلان تفاصيل الآلية، وانه قد يجتمع الاسبوع المقبل مع السفير الاميركي في تل ابيب لهذا الغرض. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان شارون سيطالب الاميركيين بحصر عمل قوة المراقبة في مراقبة الفلسطينيين، وجمع سلاحهم غير القانوني وتقليص قوات الشرطة الفلسطينية واعتقال "المطلوبين" وتنفيذ ما تضمنته اتفاقات "واي بلانتيشن". وتأتي الطمأنة الاميركية لاسرائيل غداة انتقاد شارون سياسة الرئيس جورج بوش "الذي يسعى الى التقارب من العرب لكسب تأييدهم للنشاط العسكري الاميركي ضد العراق". وقال شارون ان اسرائيل "ترفض دفع الثمن في مقابل الاستقرار الذي تسعى اليه الولاياتالمتحدة في المنطقة". وأعرب شارون عن مخاوفه من ان يضم فريق المراقبين ديبلوماسيين من الخارجية الاميركية بالإضافة الى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه لأن ذلك يعني ان لدى الفريق "سلطة قانونية"، وقد يقرر البدء في تطبيق "مقررات ميتشل"، خصوصاً البند المتعلق بوقف الاستيطان. كما انه أبلغ الاميركيين مرة اخرى معارضته تطبيق "توصيات تينيت" لأن ذلك سيكون مكافأة للفلسطينيين "المصرين على العنف".