هز انفجار ضخم محطة للقطارات في بلدة بنيامينا قرب تل أبيب مساء أمس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة أربعة آخرين وصفت جروحهم بأنها خطرة. وأعلن دور غولد مستشار رئيس الوزراء ارييل شارون ان الرئيس ياسر عرفات "يتحمل مسؤولية الهجوم" الاستشهادي الذي قتل منفذه بالإضافة إلى إسرائيليَين اثنين، فيما اكدت حركة "الجهاد الاسلامي" مسؤوليتها عن العملية. وشدد غولد على ان "الأجهزة الأمنية الفلسطينية ترتبط بتعاون وثيق مع حماس والجهاد الإسلامي وحتى حزب الله اللبناني. نحن أمام ائتلاف ارهابي مصدره المناطق الخاضعة لسيطرة عرفات". في الوقت ذاته اطلقت دبابات إسرائيلية قذائف على موقع للأمن الوطني الفلسطيني غرب مدينة رام الله، فيما توقعت مصادر فرنسية أن يصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بياناً يدين "الارهاب" ويحذر من الحل العسكري. واعتبرت المصادر أن هذا التحذير سيكون بمثابة "انذار" موجه إلى إسرائيل. وحذر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من أن الممارسات الإسرائيلية ستجر المنطقة إلى "مرحلة خطرة لا تحمد عقباها" راجع ص 2 و4. وكانت قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي عززت وجودها صباح أمس في محيط مدينة القدس تحسباً لعمليات فلسطينية في ضوء تكثيف الاغتيالات ضد الفلسطينيين، وبعد استشهاد شابين فلسطينيين في ظروف غامضة فجراً، قالت مصادر إسرائيلية إنهما قتلا بانفجار قنبلة يدوية كانت في حوزتهما. وواصلت إسرائيل قصف المناطق الفلسطينية والتوغل في المناطق الخاضعة كلياً للسلطة الفلسطينية، إذ توغلت في مدينة طولكرم بعدما قصفتها، ما أدى إلى اشعال النار في أكثر من موقع لقوات الأمن الفلسطيني. وفي الخليل دمر الجيش الإسرائيلي خمسة مواقع للحرس الرئاسي الفلسطيني وواصل قصفه المكثف لكل أجزاء المدينة، وجرح عشرة مواطنين بينهم طفلان. واشنطن وعلى رغم اتساع تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ما زالت الولاياتالمتحدة تصر على أن تطبيق اتفاق وقف النار الذي توصل إليه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية جورج تينيت تمهيداً لتطبيق توصيات ميتشل، هو المخرج الوحيد من الأزمة. وقال مصدر مأذون له في الخارجية الأميركية ل"الحياة" أمس إن على الجانبين "وقف الأعمال الاستفزازية وبدء تنفيذ التعهدات لتطبيق توصيات ميتشل". وأضاف: "على الفلسطينيين العمل لوقف العمليات انطلاقاً من الأراضي التي يسيطرون عليها، كما على الإسرائيليين التوقف عن التوغل داخل المناطق الفلسطينية وهدم المنازل". وذكر ان وزير الخارجية كولن باول أجرى اتصالاً بالرئيس عرفات مساء السبت الماضي، حضه خلاله على العمل لوضع حد "لأعمال العنف". وتابع ان نائب مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد الموجود في إسرائيل يواصل اتصالاته وجهوده للتمهيد لتطبيق توصيات ميتشل. وفي بروكسيل، ناقش وزراء خارجية الدول الأوروبية خلال اجتماعهم في إطار "مجلس الشؤون العامة"، أمس، الوضع في الشرق الأوسط وإمكان اصدار بيان عما ينبغي فعله للحؤول دون "انفجار" الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت مصادر فرنسية ل"الحياة" إن من المتوقع أن يتضمن البيان ادانة "الارهاب" والتشديد على عدم وجود حل عسكري للوضع، وضرورة تطبيق توصيات لجنة ميتشل، والتوصل إلى آلية مراقبة دولية، لم تتوفر تفاصيل في شأنها، وتطبيق اجراءات لاحياء الثقة بين الطرفين. واعتبرت المصادر ان التحذير من الحل العسكري والتركيز على تطبيق توصيات ميتشل، يشكلان "انذاراً" موجهاً إلى إسرائيل. القاهرة في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الوضع في المنطقة بأنه "خطير جداً". وكرر رفض القاهرة الممارسات الإسرائيلية، مشيراً إلى زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز مصر أول من أمس. وقال: "كان من المهم أن يستمع منا الجانب الإسرائيلي إلى أن تصرفاته لن تؤدي إلى السلام الذي ننشده". وأعلن أنه أبلغ سفراء الدول الصناعية الثماني الكبرى خلال استقباله اياهم أمس أهمية أن تصدر قمة جنوى موقفاً واضحاً يؤكد ضرورة البدء بالتحرك السياسي لتنفيذ توصيات ميتشل، وأهمية وجود مراقبين دوليين. وفي عمّان، أعلن رئيس الوزراء علي أبو الراغب أمس ان التوصل إلى "هدوء تام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين "مستحيل"، وأن السبيل الوحيد سيكون اعطاء الفلسطينيين "حبوباً منومة". واعتبر أن على الدولة العبرية أن تقوم ببادرات "حسن نية" حيال الفلسطينيين، إذا ارادت أن تضع حداً للعنف المستمر منذ نحو عشرة شهور وتعود إلى طاولة المفاوضات. وشدد في لقاء مع نادي الصحافة الأجنبية على أن الأردن لن يسمح بنزوح جديد للفلسطينيين إلى أراضيه، وسيتخذ كل الاجراءات الضرورية في هذا الإطار.