ناغو، اوكيناوا - أ ف ب، رويترز - افتتحت قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني بعد ظهر امس في ناغو في جزيرة اوكيناوا جنوباليابان تحت شعار "الاقتصاد الجديد". وفرضت السلطات اليابانية نطاقاً امنياً مشدداً على الجزيرة، ومنعت الاقتراب من المنتجع الساحلي لمسافة ميل بحري. وبدأت القمة اعمالها باجتماع لقادة "مجموعة السبع"، اي الدول الصناعية السبع الكبرى التي تضم الولاياتالمتحدةواليابان والمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا. وقرر رؤساء دول وحكومات البلدان السبعة ايفاد وزراء الى الدول التي تعاني حروباً للضغط من اجل احلال السلام مقابل خفض ديونها. وتحولت "مجموعة السبع" في وقت لاحق امس الى "مجموعة الثماني" بوصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولا تشارك روسيا في الجانب المالي من برنامج القمة. وركز القادة في أول جولة من المحادثات على القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها الحد من الفقر وتخفيف أعباء الديون عن كاهل الدول الفقيرة والتهرب الضريبي ونقاط الضعف في النظام المالي. ووصل بوتين متأخراً نصف ساعة، والتقى الرئيس الاميركي بيل كلينتون قبل ان ينضم عند المساء الى القادة الاخرين في مجموعة الثماني للمشاركة في عشاء افتتاح القمة. وهي المرة الاولى التي يشارك فيها بوتين في قمة لدول المجموعة. واعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في اعقاب اللقاء بين الرئيسين ان روسياوالولاياتالمتحدة ستزيدان من تعاونهما حول الانظمة المضادة للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. وجاء في بيان مشترك اصدره البلدان على هامش القمة ان "الولاياتالمتحدةوروسيا مستعدتان لتجديد وزيادة تعاونهما في مجال الدفاعات المضادة للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والتفكير في امكانية اشراك دول اخرى في هذا التعاون". ويعارض الروس المشروع الاميركي لاقامة درع مضادة للصواريخ الذي يشكل في رأيهم انتهاكاً لاتفاق "أي بي إم" للدفاع المضاد للصواريخ الموقع في 1972 ويجعل من ترسانتهم النووية لاغية. وفي المقابل، يقترحون على الاميركيين ان يطوروا بالاشتراك معهم نظاماً مشابهاً للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. ويشارك رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي في القمة الى جانب كلينتون وبوتين والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورؤساء الحكومات الايطالي جوليانو اماتو والبريطاني توني بلير والكندي جان كريتيان والياباني يوشيرو موري. وتتناول القمة التي تنهي اعمالها غداً مواضيع شتى. واختارت الحكومة اليابانية مسائل تعكس اهتمام "المجتمع المدني". ويبحث رؤساء الدول الاكثر ثراء في العالم ثورة الانترنت وديون الدول الفقيرة وسبل محاربة الامراض المعدية، مثل الايدز والسل والملاريا، ومنع النزاعات. وستقر القمة شرعة حول تكنولوجيا المعلومات تقترح حلولاً لسد الفجوة الهائلة بين الفقراء والاغنياء. واعلن الناطق باسم الرئيس الاميركي امس ان كلينتون قد يختصر مشاركته في القمة للعودة الى كامب ديفيد ومواصلة مفاوضات السلام. وقال جو لوكهارت للصحافيين الذين كانوا على متن طائرة كلينتون "قد نغادر بشكل مبكر قليلاً"، ولكنه لم يعط أي ايضاحات حول برنامج سفر الرئيس الاميركي. مجموعة السبع واعلنت مجموعة الدول السبع في بيان اثر ختام اجتماعها امس "نطلب من وزرائنا اجراء اتصالات على وجه السرعة مع الدول التي تشهد نزاعات من اجل تشجيعها على خلق ظروف تتيح لها الافادة من المبادرة". وافاد البيان ان القوى العظمى في العالم اعربت عن "قلقها لكون العديد من الدول الفقيرة الاكثر مديونية يشهد حالياً نزاعات عسكرية تعيق جهود مكافحة الفقر وتؤخر خفض الديون". واضاف ان مجموعة الدول السبع "اتفقت على تعزيز جهودها في مساعدة هذه الدول التي تشهد نزاعات للاعداد للافادة من مبادرة خفض ديونها". ويشهد العديد من الدول الاربعين التي تم اختيارها عام 1999 خلال قمة كولونيا للافادة من هذه المبادرة نزاعات مسلحة وخصوصا اريتريا وسيراليون وليبيريا والصومال. كما اتفق زعماء الدول السبع الغنية على مكافحة غسيل الاموال، وقالوا انه لا يمكن استبعاد فرض عقوبات على مرتكبي جرائم غسيل الاموال واستبعادهم من النظام المصرفي العالمي فضلاً عن قروض صندوق النقد الدولي. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مؤتمر صحافي "ليست مكافحة غسيل الاموال قضية اخلاقية كبرى فحسب وانما هي عنصر مهم من عناصر العودة الى مزيد من السلام والاستقرار في العالم". الوجود العسكري الاميركي وابلغ كلينتون سكان جزيرة اوكيناوا امس ان الولاياتالمتحدة ملتزمة بخفض الوجود الاميركي في الجزيرة، وذلك في اطار سعيه لتخفيف حدة التوتر بشأن الوجود العسكري الاميركي الكبير هناك. وكانت الجزيرة تحت الحكم الاميركي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اُعيد تسليمها عام 1972، ولكنها مازالت تضم منشآت عسكرية اميركية ضخمة وتنتشر بها قوات اميركية قوامها 26 الف جندي.