نفت اوساط سورية قيام السلطات الامنية بعمليات جرف في مكان قيل انه يحوي "مقابر جماعية" لمعتقلين سياسيين قتلوا بداية الثمانينات في الصحراء قرب سجن تدمر العسكري، فيما دعت صحيفة رسمية السلطات السورية الى "محاسبة" الصحافي نزار نيوف بتهمة جمع معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون أراد. وكان "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة" الذي أسسه نيوف قبل سفره الى باريس الاحد الماضي، اعلن ان "السلطات الامنية السورية اقدمت على تجريف المقابر الجماعية في منطقة وادي عميرة قرب بلدة تدمر الصحراوية بواسطة البلدوزرات والجرافات المصحوبة بسيارات حراسة ... ومن ثم نقل محتويات هذه المقابر من الهياكل العظمية الى منطقة اخرى في البادية السورية ما زالت مجهولة بالنسبة الينا، بعدما أبعدت هذه السلطات المواطنين البدو عن المنطقة". ولاحظ البيان الذي تسلم مكتب "الحياة" نسخة عنه ان "عملية التجريف والنقل" التي استمرت من مساء الاحد الى فجر الاثنين جاءت بعد "مبادرة" نيوف الى فتح ملف المقابر الجماعية في سورية فور اطلاقه". لكن المصادر السورية نفت ذلك ورتبت زيارة لثلاثة من المراسلين الاربعاء الماضي لتأكيد عدم صحة ذلك نقلاً عن شهود ورعاة. وقال احد الصحافيين ل"الحياة": "لم تكن هناك آثار لأي عملية تجريف او حفر". وكان نيوف ذكر انه سيلاحق الدكتور رفعت الاسد ومسؤولين سابقين في "الاخوان المسلمين" قضائياً لدى المحاكم الاوروبية بتهمة ارتكاب جرائم. وكتبت صحيفة "ذي اندبندنت" الاسبوع الماضي ان قائد "سرايا الدفاع" العقيد رفعت الاسد أمر في 27 حزيران يونيو 1980 بقتل 500 من السجناء الاسلاميين بعد محاولة عناصر من "الاخوان المسلمين" اغتيال الرئيس الراحل حافظ الاسد، علماً ان الدكتور رفعت الذي اعفي من منصبه كنائب للرئيس ملاحق قضائياً وممنوع من دخول سورية. وتزامن ذلك مع نشر صحيفة "الثورة" الحكومية مقالاً للباحث الفلسطيني غازي حسين هو الاول عن الصحافي السوري منذ اطلاقه في ايار مايو الماضي. واعتبر حسين ان المواضيع التي اثارها نيوف تشير في "شكل لا يقبل اللبس الى انه مريض عقلياً وموتور ومهزوز، ووصفه بعض ممن كانوا قريبين اليه بأنه ذو خيال واسع ومريض، افكاره تصلح سيناريوات لمسلسلات وافلام غرائبية". ورأى المقال في حديث نيوف عن محاولة اغتيال الرائد باسل نجل الرئيس الراحل "محاولة ساذجة منه للايقاع بين اجهزة النظام ورموزه". واشار الى ان اثارته موضوع أراد استهدف "جذب المخابرات الاسرائيلية اليه، ربما تكلف عملاء لها محاولة شراء تلك المعلومات". وبعدما قال الدكتور حسين ان "اعتراف نزار نيوف لاعلاميين بأنه بحث عن رون اراد وحصل على معلومات عنه أمر يحاسب عليه"، تساءل :"لماذا لم تخضعه السلطات الامنية للمحاسبة، علماً ان ستة اشخاص على الاقل موجودون الآن في سجن صيدنايا محالون على المحاكم بتهمة البحث عن أراد لحساب اسرائيل؟ هل تغير اللاعبون في مسألة أراد كي تتغاضى السلطات الامنية عن نشاطات نيوف في هذا المجال"؟