سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكد في باريس ان وثائق كانت لديه عن المقابر الجماعية للمفقودين السوريين . نيوف: للأسد توجهات اصلاحية تكتسب صدقية اذا تخلص من رموز النظام القديمة واعتمد على الشارع
استبعد الصحافي السوري نزار نيوف امس خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس، ان يكون اطلاق سراحه مؤشر انفراج على صعىد قضية المعتقلين السياسيين في سورية، وقال ان بإمكان الرئيس بشار الأسد ان يضفي صدقية على توجهه الاصلاحي "إذا اعتمد على الشارع" واذا "تخلص من الرموز القديمة" للنظام. واشار نيوف الذي وصل الى فرنسا، اثر حملة تولتها منظمة "مراسلون بلا حدود" الأوروبية التي تتخذ من باريس مقراً لها، الى ان "قوى الحرس القديم في سورية لا تزال تفعل فعلها"، وان "المجتمع ورموزه اسرى الخوف والرعب". وقال ان اطلاقه من السجن حالة فردية "فأنا خرجت بقوة صمودي داخل المعتقل وبضغط من المنظمات الدولية"، وان هذا "ليس مؤشراً الى انفراج في ما يتعلق بالمعتقلين السياسيين". وذكر ان زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لدمشق وايضاً الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين للتحضير لزيارة الأسد لباريس، كان لهما دور في الافراج عنه "لأنهم أرادوا ان يقدموا شيئاً الى الرأي العام الفرنسي". لكن نيوف عبر عن اعتقاده بأنه ليس لدى الأسد "أي برنامج اصلاح، بل لديه توجهات اصلاحية ونحن مع هذه التوجهات طالما انها تستجيب لتطلعاتنا، وإلا فإننا سنواجهها كما واجهنا العهد الماضي". ورأى ان الأسد قادر على ان يبرهن عن "صدقية حقيقية" بالإصلاح "إذا تخلص من الرموز القديمة التي تعيق اي اصلاح حتى لو كان محدوداً، واذا اعتمد على الشارع". وأوضح نيوف ان "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة" الذي أعلن تأسيسه عشية مجيئة الى باريس سيتولى العمل على كشف "كل الجرائم التي ارتكبت في سورية وملاحقة المتورطين فيها امام القضاء السوري، لوضعه وجهاً لوجه امام مهمته الحقيقية". لكنه استبعد امكانية لعب القضاء السوري هذا الدور بسبب تأثير الاجهزة "بعد تلمس مثل هذه النتيجة سنلجأ الى الهيئات الدولية". وذكر نيوف ان وثائق كانت لديه في هذا الاطار تدين رموز السلطة، وانه جمعها قبل اعتقاله بسنتين وهي كناية عن وثائق مكتوبة وصور فيديو "للجرائم"، وقد صودرت منه عشية اعتقاله. وقال ان هذه الوثائق تتناول المقابر الجماعية للمفقودين والمعتقلين السوريين وغيرهم والنفايات الكيماوية والنووية التي ادخلت الى سورية. لكنه اضاف ان هناك مذكرتين تقعان في حوالى 150 صفحة كان رفعهما الى الرئيس الراحل حافظ الأسد "وهما مسجلتين بالبريد الرسمي للسجن" الذي كان معتقلاً فيه، وتتعلقان "بهذه الجرائم وأعتزم نشرهما قريباً" وأشار نيوف الى عدم علمه بدعوى مرفوعه ضد نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد، وقال: "إذا كان ذلك صحيحاً فأنا أشجعه". وحول تصريح الأسد خلال زيارته لباريس بأنه لم يعد هناك معتقلون لبنانيون في سورية، اعتبر نيوف ان الأسد "ربما لا يعرف حقيقة وضع المعتقلين"، وان هناك "مئات من اللبنانيين المعتقلين في سورية" لكن السؤال هو "هل لا يزالون على قيد الحياة؟". واضاف ان المؤشرات التي لديه "تؤكد انهم أصبحوا في المقابر الجماعية الى جانب اخوانهم السوريين" وانه لا يزال يذكر اسم احدهم "كان لا يزال على قيد الحياة لدى خروجي من سجن تدمر وهو طوني تامر من انطلياس". وعما كشفه بالنسبة الى الطيار الاسرائيلي رون اراد، وقوله انه كان لا يزال على قيد الحياة حتى سنة 1993، أجاب نيوف: "لم أكن معنياً بإثارة هذه القضية المعقدة" لكن موضوع الأسرى السوريين الموجودين لدى اسرائيل منذ حوالى 1967 و1973 "هو الذي دفعني الى فتح هذا الملف" لحض سورية على التحرك من أجلهم مثلما فعل المصريون "فالأسرى السوريون ليسوا خرافاً" وبالتالي ينبغي كشف مصيرهم، مثلما تجرى محاولات لكشف مصير اراد. وعبر عن اعتقاده بأن قضية اراد لن تحل الا في اطار تسوية شاملة مع اسرائيل. واكد نيوف انه لن يطلب اللجوء السياسي الى فرنسا وسيغادرها فور انتهاء علاجه نتيجة اصابة بالغة في عموده الفقري، جراء ما تعرض له في السجن ونتيجة اصابته بمرض "هوتشكين" وانه يشجع جميع السوريين المنفيين على العودة أياً كانت الظروف.