علن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان "السبت" تشكيل "حكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب" خلال الفترة القادمة، ونقلت صحيفة "سودان تريبيون" عن البرهان قوله خلال لقاء مع قوي سياسية في مدينة بورتسودان، "إن الفترة القادمة ستشهد تكوين حكومة لاستكمال مهام الانتقال، ويمكن تسمية هذه الحكومة بحكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب"، وفق بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، وأضاف "أن الغرض من هذه الحكومة إعانة الدولة لإنجاز ما تبقى من الأعمال العسكرية والمتمثلة في تطهير كل السودان من المتمردين"، مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة ستكون من الكفاءات الوطنية المستقلة. وأكد البرهان أن المرحلة السياسية المقبلة لن تستوعب أي قوى سياسية ما تزال تساند قوات الدعم السريع، التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني، وقال في هذا الإطار "إننا لا نعادي الناس بسبب آرائهم، وأي شخص لديه الحق في الحديث ضد النظام وانتقاده، ولكن ليس له الحق في هدم الوطن والمساس بثوابته، ونرحب بكل شخص رفع يده من المعتدين وانحاز للصف الوطني". وشدد البرهان على أن لا تفاوض مع قوات الدعم السريع، قائلا "لا تفاوض مع المتمردين، وإذا وضع المتمردون السلاح وخرجوا من منازل المواطنين والأعيان المدنية، بعد ذلك يمكننا الحديث معهم". ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا. وأضاف "هناك من عرض علينا وقف إطلاق النار في رمضان بغرض تسهيل وصول المساعدات إلى مدينة الفاشر، ولكننا أكدنا بأننا لن نقبل وقف إطلاق نار في ظل الحصار الذي تفرضه ميليشيا الدعم السريع الإرهابية على المدينة" عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان. وتابع "أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون متبوعا بانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور وتجميع القوات في مراكز محددة". وتتزامن تصريحات البرهان مع تقدم كبير للجيش السوداني في القتال ضد قوات الدعم السريع ولاسيما في ولايتي الجزيرة والخرطوم. من جهته أعلن الجيش السوداني أنه استعاد السيطرة على قطاع رئيس في العاصمة الخرطوم، ما وضع خصومه قوات الدعم السريع في مأزق. وكانت منطقة كافوري الواقعة بولاية الخرطوم شمال (بحري) خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 حين اندلعت الحرب بين هاتين القوتين المتنافستين، وخلفت آلاف الضحايا وشردت 12 مليون شخص وسببت أزمة إنسانية كبيرة. وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان "أكملت قواتنا الجمعة مع الوحدات المتحالفة معها تطهير منطقة أبوقوتة ومناطق بشرق النيل وكافوري من شراذم مليشيات دقلو الإرهابية"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". هذه المنطقة التي تعد واحدة من أغنى مناطق الخرطوم ويسكنها مليون نسمة، تشكل معقلا لقوات الدعم السريع. وكان يقيم فيها عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع ونائبه. وهذه العملية تجعل الجيش أقرب الى استعادة السيطرة الكاملة على بحري حيث يعيش نحو مليون نسمة. وشن الجيش هجومه على بحري في الأسابيع الأخيرة ودحر قوات الدعم السريع نحو الضواحي. وتشكل بحري مع أم درمان ومركز المدينة إلى الجنوب الخرطوم الكبرى. والجيش الذي كان في موقع دفاعي في بداية الحرب بقيادة عبد الفتاح البرهان، يتقدم منذ أسابيع عدة في العاصمة أمام قوات حليفه السابق. وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها من الأعمال الانتقامية المحتملة في المناطق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها مؤخرا. وشددت المنظمة غير الحكومية على أنها تعمل على التحقق من صحتها، وأوردت معلومات تحدثت عن "قوائم بأسماء سياسيين وقضاة ومدافعين عن حقوق الإنسان وعاملين في المجال الطبي والإنساني، متهمين بأنهم شركاء لقوات الدعم السريع". وفي منطقة الحزام الجنوبي بالخرطوم، ألقت قوات الدعم السريع القبض على عضوين من شبكة سودانية من المستجيبين الأوائل بمستشفى البشائر، آخر منشأة تعمل بشكل جزئي في المنطقة، حسبما أشارت الشبكة في بيان. وقال مسعفون محليون الخميس إن قوات الدعم السريع اعتقلت مدير المستشفى ومدير مطبخ للفقراء ومتطوعا. والأسبوع الماضي أحصى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 18 مدنيا في بحري منذ تقدم الجيش نهاية يناير.