رجح مصدر ديبلوماسي في موسكو أن تستخدم "الفيتو" لاسقاط مشروع القرار البريطاني - الأميركي الذي يهدف إلى تعديل نظام العقوبات على العراق، في ما بات يسمى "العقوبات الذكية". وستكون هذه الخطوة الروسية الأولى من نوعها منذ عشر سنين. وقبل ساعات من بدء مجلس الأمن مساء أمس جلسة علنية لمناقشة الملف العراقي، ارسل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف موفداً إلى بغداد، أعلن خلال لقائه نائب رئيس الوزراء طارق عزيز تضامن بلاده مع العراق ازاء المشروع البريطاني. وقال مصدر ديبلوماسي مطلع ل"الحياة" إن موسكو "تقترب بخطى حثيثة" من قرار استخدام حق النقض الفيتو لتعطيل المشروع البريطاني - الأميركي في شأن العقوبات على العراق، مشدداً على أن "الاقتراحات المضادة" التي ستقدمها روسيا ستتضمن دعوة إلى تعليق العقوبات ثم رفعها. وأشار المصدر إلى أن استخدام "الفيتو" للمرة الأولى منذ عشر سنين هو "قرار صعب" تتعدى أهميته الملف العراقي، ويمكن أن يؤثر في العلاقات الروسية - الأميركية. واستدرك ان "الطرف الآخر وضع روسيا في طريق مسدود" بالإصرار على مشروع "العقوبات الذكية"، خصوصاً قائمة المواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري والتي اعتبرها الخبراء الروس "تجاوزاً فاضحاً للمعقول". وأكد نائب رئيس مجلس الدوما النواب فلاديمير جيرينوفسكي احتمال استخدام روسيا "الفيتو"، لافتاً إلى أن المشروع البريطاني - الأميركي يعني تشديد العقوبات على العراق. في الوقت ذاته، أصدر ممثلو كبريات شركات النفط الروسية بياناً مشتركاً، دعا إلى "اتخاذ اجراءات لمنع تمرير المشروع الغربي"، مؤكدين أن القبول به سيعني خسائر كبيرة للشركات الروسية التي تأمل باستخراج 20 مليون طن من النفط العراقي كل سنة. وأشار السفير العراقي في موسكو الدكتور مزهر الدوري إلى أن ازدياداً ملحوظاً طرأ على التبادل التجاري بين بلاده وروسيا، وبلغ العام الماضي 4.2 بليون دولار. وشدد على أن "الحكومة التي أيدت العراق خلال الحصار ستنال مزايا"، منبهاً إلى أن بغداد تعوّل على معارضة موسكو المشروع البريطاني. وتقترح موسكو مشروعها للخروج من الطريق المسدود، وهو المشروع الذي سماه وزير الخارجية ايغور ايفانوف "اقتراحات مضادة". وزاد ان تلك الاقتراحات تدعو بغداد إلى القبول باستئناف الرقابة الدائمة على برامج التسلح في مقابل تعليق العقوبات ورفعها في صورة نهائية بعد التأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل. موفد ايفانوف إلى ذلك أ ف ب، دعا نائب رئيس الوزراء طارق عزيز أمس موسكو إلى "مقاومة" المشروع الأميركي - البريطاني، وذلك خلال استقباله مبعوثاً روسياً سلمه رسالة من ايفانوف. وبثت "وكالة الأنباء العراقية" ان طارق عزيز أكد خلال استقباله نيقولاي كورتوزوف الذي سلمه رسالة من ايفانوف تتعلق ب"موقف روسيا في مجلس الأمن"، رفض العراق "القرار الأميركي - البريطاني - الفرنسي". ورأى أن "آثار هذا القرار، إذا طبق، ستنعكس على مصالح الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمها روسيا"، داعياً موسكو إلى "مقاومة المشروع الاستعماري الذي لا يستهدف العراق وحده، بل كل الدول التي تتعامل معه تجارياً واقتصادياً".