تستضيف موسكو غدا موفداً كويتياً وآخر عراقياً، ولم يستبعد مصدر ديبلوماسي ان تطرح أمامهما المبادرة التي قدمتها أخيراً لتسوية المشكلة العراقية. وسيلتقي وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الاثنين موفداً خاصاً لأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد، وفي اليوم ذاته يشارك وفد عراقي برئاسة عبدالرزاق الهاشمي في ندوة دولية تعقد في العاصمة الروسية بعنوان "عشر سنين من الحصار: الطريق المسدود". وأشار خبير روسي على صلة وثيقة بالملف العراقي الى أن الهاشمي، الذي لا يتبوأ منصباً رسمياً، يكلف احياناً "مهمات حساسة". ولم يستبعد ان "تستثمر" موسكو وجود الموفد الكويتي والهاشمي ل"جس نبض" الطرفين في شأن المبادرة الأخيرة. وكانت وزارة الخارجية الروسية اقترحت "مقايضة" قبول بغداد باستئناف الرقابة الدولية على برامج التسلح بقرار يقضي بتعليق العقوبات الاقتصادية ثم رفعها في فترة محددة. ونصت المبادرة على "ترتيبات عمليات التفتيش" في العراق، على ان يتقيد المفتشون ب"قواعد سلوك" في الأراضي العراقية، تفادياً للمشكلات المعروفة وشكاوى بغداد من أن هؤلاء يتجسسون للولايات المتحدة. وتضمنت المبادرة دعوة الى "تطبيع" العلاقات بين العراق من جهة والكويت والسعودية من جهة أخرى. وأكد ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان موسكو ترغب في تقريب وجهات النظر و"تتفهم مخاوف الطرفين". وأوضح ان بلاده تريد أن يتحقق تفاهم على صيغة ضمانات دولية تكفل أمن دول المنطقة وسلامتها، وهو المطلب الذي كانت الكويت شددت على ضرورة تنفيذه. ويؤكد الخبراء الروس ان مشاركة موسكو والدول الأوروبية، اضافة الى الولاياتالمتحدة، في "هيكلية ضمانات" قد تبدد مخاوف الجانبين. ولكسب تأييد دولي للمبادرة قام الكسندر سلطانوف المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية بجولة على عواصم أوروبية لاطلاعها على تفاصيل الخطة التي وضعتها موسكو. وفي ضوء ذلك يغدو "تزامن" زيارتي الموفد الكويتي والمسؤول العراقي لروسيا مناسبة للبحث في المبادرة مع الطرفين المعنيين. واعتبر خبير في شؤون الخليج ان ظهور "اشارات ايجابية" سيمهد للمزيد من المحادثات أثناء زيارة نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان موسكو في 18 الشهر الجاري.