سجلت أمس انتهاكات اسرائيلية جديدة لقرار وقف اطلاق النار، فيما انتظر الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الرد الاميركي النهائي على تحفظاتهما عن "ورقة تينيت" الخاصة بتثبيت وقف النار. وكان مقرراً ان يتسلماه من مدير الاستخبارات الاميركية جورج تينيت خلال لقاء ثلاثي مساء امس. وتمسك الجانب الفلسطيني، امس، بضرورة تطبيق مقترحات "لجنة ميتشل" كرزمة واحدة. وأوضح مصدر فلسطيني رفيع المستوى ل"الحياة" ان "الملاحظات" الفلسطينية على اقتراحات تينيت تتلخص بضرورة مطابقتها لتوصيات "لجنة ميتشل". واشار في السياق نفسه، الى ان مطالبة السلطة باعتقال عناصر من الفصائل الفلسطينية بأثر رجعي لا يتوافق مع تلك التوصيات التي تتحدث "عن منع شن عمليات عسكرية لاحقة والحيلولة دونها". واضاف ان الرد الفلسطيني تضمن تأكيد ضرورة رفع الحصار. كما طالب الفلسطينيون "بشكل لا لبس فيه ولا غموض بضرورة وقف النشاطات الاستيطانية بالتزامن مع تثبيت وقف اطلاق النار". وقال ان الفلسطينيين رهنوا تنفيذ توصيات لجنة ميتشل بتوفر عاملين: وضع جدول زمني محدد لتنفيذ التزامات كل مرحلة من مراحل توصيات اللجنة، وبناء نظام رقابة دولي للاشراف على التنفيذ. وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" نشرت امس ان الفلسطينيين ربطوا اعتقال ناشطين فلسطينيين باعتقال اسرائيل مستوطنين متطرفين، كما اشترطوا لوقف التحريض ان توقف اسرائيل التحريض ضد الرئيس ياسر عرفات. اما في شأن التعاون الاستخباري، فرهنوا استئنافه ب"استئناف المفاوضات السياسية". وبموازاة اللقاءات الامنية، واصل المبعوت الاميركي وليام بيرنز لقاءات سياسية مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واوضح المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان المحادثات مع بيرنز "تهدف الى وضع آلية متناغمة مع الشق الامني لتطبيق توصيات لجنة ميتشل". من المقرر ان يصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم الى القاهرة ليجتمع غداً مع الرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد ماهر قبل ان ينتقل الأربعاء إلى دمشق، وعمّان الخميس، وبيروت الجمعة، وإسرائيل السبت والاراضي الفلسطينية الأحد المقبل. وقال الناطق باسمه إن الترتيبات العملية حالت دون ترتيب لقاء بين انان وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز. ولفتت مصادر دولية إلى تصريح وزير الخارجية المصري الى "الحياة" امس عن حصر الجهود الدولية بتنفيذ توصيات "لجنة ميتشل". وقالت المصادر إن هناك الآن اجماعاً على مبادرة دولية موحدة تأخذ توصيات ميتشل قاعدة لها وقوامها: تثبيت وقف النار والاستفادة من النافذة التي يوفرها... فترة "تبريد" تتخللها اجراءات "بناء الثقة"... والعودة إلى المفاوضات. وأضافت ان توجه هذه المبادرة هو عدم الاكتفاء بالتركيز على العنصر الأمني، وإنما الاصرار على العناصر الثلاثة الضرورية وهي النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية. وعلمت "الحياة" ان أساس المبادرة الدولية المشتركة هو التوجه إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بما يمكن اعتباره خريطة الطريق إلى تنفيذ توصيات ميتشل، يلتزمها كل من عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. وحسب هذا التصور، يجري العمل للتقدم برزمة متكاملة للاجراءات المطلوبة، بما يسنح الفرصة للطرفين من خلالها لاثبات العزم على تنفيذ التوصيات والعودة إلى المفاوضات، ويمكن اعتبار المبادرة بمثابة طرح غير قابل للانتقاء. وسجل امس عدد من الانتهاكات الاسرائيلية لوقف اطلاق النار، اذ اعلن مسؤول الارتباط العسكري الفلسطيني في جنوب قطاع غزة العقيد خالد ابو العلا ان الجيش الاسرائيلي احتل اراضي خاضعة للسيادة الفلسطينية الكاملة بطول خمسة كليومترات وعرض سبعين متراً جنوب قطاع غزة واعتبرها "منطقة امنية عازلة" بعدما سيّجها بأسلاك شائكة واقام داخله موقعاً عسكرياً ثابتاً. واوضح لوكالة "فرانس برس" ان الشريط الذي تم احتلاله يقع على الطريق بين مفرق المطاحن غوش قطيف وحاجز كوسوفيم. كذلك افاد مسؤول امني فلسطيني ان مقاتلات اسرائيلية من طراز "اف-16" شنت امس غارات وهمية في اجواء المناطق الفلسطينية في قطاع غزة، واصفا الامر ب"التصعيد الخطير". في غضون ذلك، اتهمت حركة "الجهاد الاسلامي" اسرائيل بمحاولة تصفية أحد ناشطيها ويدعى عماد ابو دياب 25 عاماً، وذلك في حادث تفجير سيارته في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة، ما ادى الى اصابته بجروح خطيرة. ورغم ان الجيش الاسرائيلي نفى مسؤوليته، الا ان الحادث يحمل بصمة اسرائيلية، اذ نجم عن انفجار قنبلة وضعت داخل السيارة، وهو اسلوب اتبعته اسرائيل في تصفية عدد من الناشطين الفلسطينيين.