في اليوم الثاني لزيارته المنطقة، بدا أن المبعوث الأميركي وليام بيرنز حقق بعض التقدم، مما دفعه الى تمديد محادثاته يومين، وأعلن الجانب الفلسطيني ان "اللمسات الأخيرة ستوضع خلالها على تشكيل لجان سياسية واخرى أمنية". وواصل بيرنز اجتماعاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقبل أن يغادر الرئيس ياسر عرفات إلى الأردن مساء أمس في طريقه إلى موسكو، استقبله في رام الله في الضفة الغربية، واطلع منه على الموقف الإسرائيلي من توصيات تقرير لجنة ميتشل وآلية تطبيقها والجدول الزمني لذلك. ويستند الطرح الإسرائيلي الى التزام الفلسطينيين وقف النار أسوة بإسرائيل، ومتابعة ذلك بمراقبة من خلال استئناف التنسيق الأمني. راجع ص 4 واقترح الإسرائيليون على بيرنز إعادة تنشيط اللجان الأمنية الثلاث، لكن المبعوث الاميركي الذي أخذ علماً بأن الفلسطينيين لا يقبلون بمحادثات أمنية بحتة، يرى أن الممكن الآن هو لجان عمل مشتركة سياسية وأمنية. واتفق خلال لقاء عرفات - بيرنز على أن يمدد الأخير مهمته يومين، ليشرف على اللجان في حال التفاهم التام على تشكيلها. وسيلتقي الوزيرين صائب عريقات وياسر عبدربه في ظل غياب الرئيس الفلسطيني في موسكو برفقة الوزير نبيل شعث. وانتقل بيرنز إلى القدس حيث اجتمع مع رئيس الوزراء ارييل شارون. وأكد شعث ل"الحياة" أن الجدل يتركز حول قضية تشكيل اللجان، وان تركيبتها هي أساس الخلاف، إذ: "هناك مهمات أمنية تتعلق بوضع الخطة الكفيلة بتطبيق تقرير ميتشل ووضع الجداول الزمنية، لذلك فإن اللقاءات المرتقبة ذات مهمات تخطيطية بحتة، ونرجو أن ينتهي ذلك سريعاً. ومن المقرر أن يبقى بيرنز يومين اضافيين، توضع خلالهما اللمسات الأخيرة على تشكيل لجان سياسية وأخرى أمنية. أما القضايا السياسية فستكون أميركية - فلسطينية منفصلة وأميركية - إسرائيلية منفصلة". وأضاف ان الفلسطينيين طالبوا الأميركيين بألا تقتصر المشاركة في اللجان على الأطراف الثلاثة، الفلسطيني والإسرائيلي والأميركي، بل ان تضم أيضاً ممثلين عن كل الأطراف المشاركة في قمة شرم الشيخ. وكرر المطالبة بإعادة عقد القمة "لتساهم في تشكيل اللجان"، وب"ضمانات لئلا يتلاعب الإسرائيليون كعادتهم". وزاد نريد "قراراً إسرائيلياً واضحاً بوقف الاستيطان بصورة شاملة بما في ذلك ما يدعونه من نمو طبيعي في المستوطنات، وعندما يتم الإعلان عن صفقة اتفاق في شأن توصيات ميتشل، على الإسرائيليين أن يعلنوا فوراً وقف الاستيطان". ورداً على ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر من أن اللجان الأمنية ستستأنف عملها خلال يومين لإحياء التنسيق الأمني الفلسطيني - الاسرائيلي، قال شعث: "إن اجتماع الأمنيين، إذا عقد، فهو على مستوى كبار المسؤولين وليس الضباط الأمنيين الميدانيين، فهذا ليس استئنافاً للتنسيق الأمني، بل في إطار التخطيط لما هو مطلوب في موضوع تنفيذ الجانب الإسرائيلي تقرير ميتشل". وكان بن اليعيزر اعتبر ان "الفلسطينيين اوقفوا التنسيق الأمني وعليهم إعادته". ورأى الوزير الفلسطيني ان "نجاح تطبيق تقرير ميتشل سيخلق أجواء مناسبة لتطبيق الاتفاقات الانتقالية التي عطلتها إسرائيل، ومثل ذلك لا يحتاج إلى وقت كبير، بل إلى قرار سياسي إسرائيلي لتبدأ بعد ذلك مفاوضات الوضع الدائم في إطار سقف زمني محدد". ونشط المبعوث الأوروبي ميغيل انخيل موراتينوس الذي تلقى طلباً فلسطينياً بالمشاركة في الجهود الهادفة إلى تطبيق توصيات ميتشل، واجتمع في اريحا مع الوزير صائب عريقات. وأكد الاخير ان "الإسرائيليين لم يوقفوا اطلاق النار ولم يتوقفوا عن التوغل في المناطق الفلسطينية، وعن اطلاق النار على الآمنين". وتوغلت القوات الاسرائيلية مجدداً امس في منطقة المنطار شرق مدينة غزة، وتركزت الهجمات في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، تحديداً شمال المدينةوجنوبها، حيث اصيب ثلاثة مواطنين بينهم طفلان، وحاصر الجيش الاسرائيلي قرية دير شرف غرب مدينة نابلس شمال الضفة وفرض عليها حظر تجول اثر تبادل لاطلاق النار.