} بدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ولايته الثانية بتشكيلة حكومية جديدة، شكلت مفاجأة للمراقبين، خصوصاً انه أقصى وزير خارجيته روبن كوك، وعين مكانه وزير الداخلية جاك سترو المعارض لسياسة الإنفتاح على أوروبا. لندن - أ ف ب، رويترز - عين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ليل أول من أمس، وزير الداخلية السابق جاك سترو في وزارة الخارجية مكان روبن كوك الذي أصبح زعيماً للغالبية العمالية في مجلس العموم. وشكل تعيين الاسكوتلندي سترو 55 عاماً في هذا المنصب ضربة لوزير الخارجية السابق المدافع عن القضية الاوروبية، والذي تمكن في غضون أربع سنوات أمضاها في وزارة الخارجية، من ان يثير الاحترام على الساحة الدولية، خصوصاً خلال أزمة كوسوفو. وعلق كوك على تعيينه في هذا المنصب قائلاً: "كنت برلمانياً في البداية. واشتقت كثيراً الى مجلس العموم خلال السنوات الأربع الاخيرة". وقال ناطق باسم الحكومة: "اننا نولي أهمية كبيرة للبرلمان، ومن المهم أن يكون لنا شخص من هذا الوزن في هذا المنصب". وما زاد من وقع المفاجأة ان "برودة" سترو حيال العملة الاوروبية الواحدة كانت تضمن نوعاً ما بقاء كوك في منصبه، أقله حتى تنظيم الاستفتاء على اليورو العملة الأوروبية الموحدة. وفي المقابل، لم يكن مفاجئاً تعيين وزير التربية السابق ديفيد بلانكيت مكان سترو في الداخلية. ومن شأن هذا الاجراء أن يثبت بلانكيت، وهو ثالث نائب ضرير في تاريخ بريطانيا، في موقع النجم الصاعد في حزب العمال، وخليفة محتمل لبلير. وأبقي وزير المال النافذ جداً غوردون براون في منصبه، مثلما كان متوقعاً. اما نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت الذي وجه لكمة في أيار مايو الماضي إلى متظاهر رشقه بالبيض، فكلف مهمة التنسيق الحكومي. وحل في هذا المنصب مكان مو مولم التي قررت اعتزال الحياة السياسية. وبذلك احتفظ بريسكوت نظرياً، بمنصب المسؤول الثاني في الحكومة، لكنه لم يعد وزيراً للنقل والبيئة والمناطق. وأصبح ستيفن بايرز وزيراً للنقل والمناطق، بعدما كان وزيراً للتجارة والصناعة في الحكومة السابقة. وحلت ايستيل موريس مساعدة وزير الدولة لشؤون التربية، محل بلانكيت في وزارة التربية، وتيسا جويل محل وزير الثقافة كريس سميث بعدما كانت وزيرة دولة مكلفة شؤون العمل في وزارة بلانكيت. وخرج سميث من الحكومة. وعين وزير الزراعة نيك براون وزير دولة لشؤون العمل. واحتفظ تالياً بمنصب مهم في الحكومة خلافاً للإشاعات التي اعتبرت انه سيدفع ثمن إدارته أزمة الحمى القلاعية التي اثارت انتقادات كثيرة. اما وزير الدولة السابق للجيوش البريطانية جون سبيلار فأصبح وزيراً للنقل بديلاً من بريسكوت. واستحدثت وزارة البيئة والشؤون الريفية وعينت فيها مارغريت بيكيت الزعيمة السابقة للكتلة العمالية في مجلس العموم. ومع صدور التشكيلة الوزارية، سجلت الحكومة الجديدة سابقة، إذ احتلت سبع نساء مناصب وزارية مهمة، لكن هذا التقدم في مجال المساواة بين الجنسين، يواجه في المقابل تراجعاً في عدد النساء النواب في مجلس العموم الى 117 امرأة من أصل 659 نائباً، في مقابل 121 في المجلس السابق. وارتفع عدد النساء في الحكومة العمالية الجديدة وزيرة واحدة. ولكن من أصل النساء السبع اللواتي اصبحن في الحكومة الآن، هناك أربع منهن لم يكن يتولين سابقاً سوى مناصب وزيرات دولة، وأصبحن الآن على رأس الوزارات.