عمل المخرج هيثم حقي، ضمن تجربته الاخراجية، على مشروعين: الأول سماه النهضة المجهضة ويتحدث عن اخفاقات واقعنا، وقدم من ضمنه أعمالاً مثل "عز الدين القسام" و"هجرة القلوب الى القلوب" و"الأيام المتمردة"... والثاني يعالج القضايا الاجتماعية المعاصرة، وآخر ما قدمه في هذا المجال مسلسل "سيرة آل الجلالي" من تأليف الروائي والكاتب التلفزيوني خالد خليفة. والآن، وضمن الاطار نفسه، يتم التعاون الثاني بين حقي وخليفة، إذ يصور الأول مسلسله الجديد "قوس قزح"، وهو دراما اجتماعية معاصرة تدور أحداثها في زمننا الراهن، عن أسرة مؤلفة من أب على أبواب التقاعد من الوظيفة، ملتزم وشريف في عمله، استطاع الحفاظ على نقائه وقيمه ومبادئه النبيلة. أما زوجته فعملت في الخياطة30 عاماً، لكنها كبرت ولم تعد قادرة على متابعة عملها فبقيت في المنزل تهتم بأسرتها. الابن الكبير لهذه العائلة عبدالهادي الصباغ لم ينجح في دراسته، ما يسبب مشكلات لأهله، لكنه يتجه الى العمل في تصليح السيارات، فيتحسن وضعه المادي كثيراً ويصبح الأفضل بين أفراد عائلته، وزوجته مها المصري سيدة تقليدية، وربة منزل عادية، ولديهما ولدان: إبنة ديما بياعة هي طالبة ثانوية تعاني مشكلات سنها وجيلها، وشاب لا يظهر في العمل. أما الابن الثاني للعائلة حاتم علي فطبيب متخرج في فرنسا ومتفوق في دراسته، وله أهميته المهنية، زوجته معلمة سلاف فواخرجي ويعيشان في بيت العائلة، لأنهما في وضع اقتصادي سيئ. الابن الثالث طبيب جراح، مرتبط بأسرته، لكنه يعيش وحده في منزل بالإيجار، والابنة الكبرى هناء منصور امرأة مطلقة تعيش في كنف العائلة مع ابنتها التي تبلغ من العمر تسع سنوات. أما البنت الصغرى جيهان عبدالعظيم فطالبة جامعية مدللة لدى أهلها وتحبهم كثيراً. وضمن أجواء هذه العائلة وشخصياتها، تدور قصص المسلسل. فتتناول كل قصة، في حلقة، إحدى الشخصيات أو قضية اجتماعية، لتدخل العمل شخصيات أخرى بحسب طبيعة كل حلقة. ومن الممثلين المشتركين عبدالمنعم عمايري وفرح بسيسو ومانيا نبواني. يتألف العمل من 300 حلقة، وقد يزيد عددها لاحقاً، وهو محاولة لتقديم صورة للأزمات التي تعيشها شخصيات هذه الطبقة المتوسطة من خلال تسليط الضوء على وضعها الاجتماعي والاقتصادي. ويبين أهمية الارتباط بين أفراد العائلة والتكاتف القائم بينهم في مواجهة الأزمات المادية والأخلاقية التي نعانيها في مجتمعنا.