} واصلت اسعار النفط ارتفاعها صباح أمس في بورصة النفط الدولية في لندن، لكن موجة الارتفاع التي سادت السوق أول من أمس نتيجة المخاوف من وقف صادرات النفط العراقية فقدت قوة الدفع وهبطت الاسعار في الساعات التالية من التعامل. بغداد، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال مسؤولون ان العراقوالجزائر وقعا أمس اتفاقاً للتعاون في مجال النفط والغاز قد يؤدي الى مشاركة الجزائر في تطوير حقول نفطية عراقية. ووقع الاتفاق وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد ووزير الطاقة الجزائري شكيب خليل في نهاية زيارة استمرت اربعة ايام قام بها خليل للعاصمة العراقية. وقال رشيد للصحافيين ان العراق يرجو بهذا الاتفاق تحقيق نقلة نوعية في التعاون بين البلدين وان تظهر ثماره قريباً. ولم تنشر تفاصيل الاتفاق لكن مسؤولاً في وزارة النفط العراقية قال ان المحادثات بين الجانبين شملت مشاركة اطراف جزائرية وهندية معاً في تطوير حقل في جنوبالعراق وحقل جديد للغاز في غرب البلاد. وأضاف انه ربما يتم توقيع اتفاق مبدئي في شأن الحقل الشهر المقبل. وذكرت وكالة الانباء العراقية ان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان دعا أول من أمس الى توسيع التعاون الاقتصادي بين العراقوالجزائر. وقال رمضان في ختام لقاء مع الوزير الجزائري ان "امكانات العراقوالجزائر كبيرة ومتنوعة، ما يتطلب الجهد المشترك لاستثمارها في اقامة مشاريع مشتركة وسوق حرة تساهم في تنمية الموارد الصناعية والزراعية وعدم الاكتفاء بالتعاون التجاري القائم حالياً بينهما". والتقى الوزير الجزائري ايضاً وزير المال العراقي حكمت العزاوي الذي دعا الى "ضرورة تنسيق المواقف بين الاقطار العربية في الاصعدة كافة وخصوصاً في مجالات النفط والطاقة". وقال وزير الطاقة الجزائري وهو أيضاً رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك انه يعتقد ان المنظمة ستبقي على مستوى الانتاج الحالي دون تغيير في الاجتماع الوزاري الذي تعقده في فيينا الاسبوع المقبل. وأضاف انه يرى ان المشكلة ليست في امدادات النفط الخام ولا في مستوى انتاج "أوبك". وقال انه لا يعتقد ان المنظمة سترفع الانتاج في الاجتماع المقبل. وأيد عامر محمد رشيد وزير النفط العراقي خليل في تصريحاته، وقال ان مستويات الانتاج الحالية متسقة مع وضع السوق النفطية. وعزا خليل النقص الاخير في مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة الى مشاكل في المصافي الاميركية لا في امدادات النفط الخام. وأشار عدد من وزراء "أوبك" في الايام الاخيرة الى ان المنظمة لن تعدل الانتاج عندما يعقد الاجتماع الوزاري في فيينا يومي الخامس والسادس من حزيران يونيو. اسعار النفط هبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تموز يوليو الى 28.97 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 20 سنتاً على سعر الاقفال السابق، علماً ان الخام نفسه سجل 29.30 دولار في بداية التعامل. وكان "برنت" ارتفع أول من أمس نتيجة التوترات التي سادت السوق اثر تهديدات من العراق بوقف صادراته النفطية البالغة نحو 2.1 مليون برميل يومياً اذا اقر مجلس الامن الدولي اقتراحاً اميركياً بريطانياً في شأن تعديل العقوبات المفروضة على بغداد. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس الى 26.90 دولار للبرميل من 26.36 دولار يوم الاثنين. وتوقع وزير الطاقة الاميركي أبراهام سبنسر أن تقدم الدول الاعضاء في المنظمة "مساعدة" مستقبلاً للابقاء على تكاليف الطاقة تحت السيطرة. ورداً على سؤال عما يتوقعه من "أوبك" في اجتماعها المقبل في فيينا قال أبراهام للصحافيين أول من أمس: "أجرينا محادثات مع أصدقائنا. حصلنا على مساعدة منهم في الماضي ونتوقع منهم المساعدة ثانية في المستقبل". ويقول وزراء نفط "أوبك" انهم لا يتوقعون ان يسفر الاجتماع الوزاري للمنظمة، المقرر عقده في الاسبوع المقبل، عن تخفيف القيود المفروضة على المعروض من انتاج المنظمة والتي نجم عنها خفض الانتاج بنسبة تسعة في المئة هذه السنة وأبقاء الاسعار قرب المستوى البالغ 30 دولاراً للبرميل الواحد.