لندن - "الحياة"، رويترز - تراجعت اسعار النفط مجدداً امس مع تزايد التوقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستتخذ قراراً اثناء الاجتماع الوزاري للمنظمة في فيينا يوم الاثنين المقبل بزيادة الانتاج. وتراجع خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الاجلة تسليم أيار مايو في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس 26 سنتاً للبرميل مسجلاً 25.46 دولار للبرميل. وكان خام "برنت" هبط يوم الاثنين 1.35 دولار للبرميل وارتفع 52 سنتاً أول من أمس بفعل عوامل فنية ومشتريات محلية. وتأثرت اسعار النفط أمس من اعلان جمعية البترول الاميركية ان مخزون النفط في الولاياتالمتحدة اظهر زيادة اسبوعية غير متوقعة مقدارها خمسة ملايين برميل في الاسبوع المنتهي في 17 آذار مارس الجاري مقابل توقعات بزيادة قدرها مليون برميل فقط. كما اظهرت الاحصاءات التي اعلنتها الجمعية ارتفاع مخزون البنزين بنحو 500 الف برميل في حين كانت الاسواق تتوقع تراجع المخزون. قالت مصادر نفطية ليبية ان علي رودريغيز وزير النفط الفنزويلي وصل الى ليبيا أمس وبدأ على الفور محادثات مع عبدالله البدري المسؤول عن قطاع انتاج النفط في ليبيا. ويقوم رودريغيز بجولة في عدد من الدول المنتجة للنفط في اطار التحضير لاجتماع "أوبك" في فيينا ولحض الجزائر وليبيا على الموافقة على زيادة انتاج "أوبك" مطلع الشهر المقبل. وكان البدري، وهو رئيس "شركة النفط الوطنية الليبية" وزيراً للطاقة في مجلس الوزراء الذي تم حله في اطار اعادة هيكلة النظام السياسي الليبي التي اعلنت هذا الشهر. واجرى رودريغيز محادثات أول من أمس في الجزائر وهي واحدة من قلة من اعضاء "أوبك" مع ليبيا التي تجادل بانه لا يتعين على "أوبك" الموافقة على زيادة انتاجها في نيسان ابريل المقبل. وقال شكيب خليل وزير الطاقة والتعدين الجزائري أول من أمس انه لم يتم التوصل الى اجماع بعد داخل "أوبك" على زيادة الانتاج، لكنه اضاف ان الجزائر لن تتخذ موقفاً متصلباً. وحضت الجزائر "أوبك" على الانتظار الى ما بعد الربع الثاني من السنة الجارية قبل زيادة الانتاج خوفاً من ان يؤدي انخفاض الطلب في الاشهر الثلاثة المقبلة الى خفض اسعار النفط عن مستواها الراهن البالغ نحو 25 دولاراً للبرميل وهو مستوى مقبول لدى غالبية أعضاء "أوبك". ويزور بيل ريتشاردسون وزير الطاقة الاميركي الجزائر أمس في اطار جولة ديبلوماسية اخيرة تهدف الى الضغط على اعضاء "أوبك" للموافقة على زيادة مقبولة في انتاج النفط. وزار ريتشاردسون الرئيس النيجيري اوليسيغون اوباسانغو أول من أمس وينوي الاجتماع مع وزير نفط الامارات عبيد بن سيف الناصري ووزير النفط النروجي اولاف اكسيلسن قبل مؤتمر "أوبك" في فيينا. وكانت قيود الانتاج التي فرضت قبل عام عندما انخفضت اسعار النفط الى ادنى مستوياتها منذ عقود اثارت موجة ارتفاع في اسعار خام "برنت" الى اعلى مستوى منذ تسعة اعوام، اذ وصل الى نحو 32 دولاراً للبرميل قبل ان يتراجع الى 25.46 دولار للبرميل أمس. الى ذلك ابلغ الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير قطر الصحافيين أمس ان اجتماع "أوبك" في فيينا سيتوصل الى "حل متوازن" في شأن اسعار النفط. وكان الشيخ حمد يتحدث في روما على هامش اجتماعات مع زعماء ايطاليا السياسيين ومنهم رئيس الوزراء ماسيمو داليما. وتتولى قطر حالياً الرئاسة الدورية لمنظمة "أوبك". وقالت اندونيسيا أمس انها ستقبل زيادة انتاج "أوبك" بمقدار مليون برميل يومياً لكنها ستعارض اي محاولات لزيادة الانتاج باكثر من مليوني برميل. ويتوقع ان ترفع "أوبك" انتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يومياً. وقال سوسيلو بامبانغ يودويونو وزير التعدين والطاقة ان جاكرتا تفض ان ترواح اسعار النفط بين 22 و26 دولاراً للبرميل. وقال يودويونو ان مجلس وزراء اندونيسيا العضو في "اوبك" اتفق على تأييد زيادة انتاجية من شأنها تحقيق الاستقرار لاسعار النفط.