يبدأ بعد ظهر اليوم وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك اجتماعهم الوزاري في فيينا وسط توقعات بزيادة الانتاج ابتداء من نيسان أبريل المقبل بمقدار ما بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً. وتعمد وزراء النفط الذين وصلوا الى فيينا أمس التكتم في شأن مقدار الزيادة التي يتوقع ان يقرها وزراء المنظمة تخوفاً من التأثير في اسعار النفط التي تراجعت خلال الاسبوعين الماضيين نحو خمسة دولارات للبرميل على اساس خام القياس البريطاني "برنت" الذي هبط من ما يزيد على 30 دولاراً الى 25.93 دولار للبرميل في نهاية التعامل يوم الجمعة في بورصة النفط الدولية في لندن. وعقدت لجنة المتابعة الوزارية التابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، والتي تتولى النظر في انتاج دول المنظمة قبل الاجتماع الموسع للمنظمة، اجتماعها مساء أمس. وتتألف لجنة المتابعة من وزير النفط الايراني بيجان زانقانة ونظيره الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح ومحافظ نيجيريا لدى "أوبك" ابوكي زهاوا والامين العام للمنظمة ريلوانو لقمان. وقالت مصادر نفطية خليجية ل"الحياة" إن "مبدأ الزيادة مقبول في ظل عوامل كثيرة ولا خلاف عليه تقريباً بين الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج أوبك، لكن الحجم والابعاد هي زوايا محادثات الوزراء في اجتماعهم اليوم". وعقد وزراء النفط في "أوبك" اجتماعات ثنائية أمس عشية الاجتماع الوزراء الموسع اليوم للبحث في تنسيق المواقف من القضايا التي يتوقع طرحها اليوم، وفي مقدمها حجم الزيادة. والتقى وزير النفط الكويتي وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ووزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز. كما التقى وزير نفط الإمارات عبيد بن سيف الناصري نظيره العراقي عامر رشيد. وأبدى الوزراء الكثير من الحذر في التعامل مع الصحافيين أمس، الأمر الذي دفع مسؤولاً نفطياً خليجياً الى القول ان "التحفظ له مبرراته خصوصاً باتجاه التأثير على الاسعار في الاسواق العالمية سلباً او ايجاباً خصوصاً وان معلومة زيادة أوبك لانتاجها افقدت برميل النفط نحو خمسة دولارات في الاونة الاخيرة". وترى الاوساط النفطية ان هناك احتمالاً ان يدرس وزراء "أوبك" وجهة النظر الايرانية التي تطالب بزيادة الانتاج فترة ثلاثة أشهر فقط اعتباراً من نيسان أبريل المقبل على ان يتم عقد اجتماع طارئ بعدها لدرس وتقويم نتائج الزيادة وآثارها، فيما لم تحدد فترة تطبيق الزيادة التي تطالب بها دول اخرى ولكنها توافق على مراجعة الموضوع في اجتماع "أوبك" المقبل قبل قمة كراكاس التي يتوقع عقدها في أيلول سبتمبر المقبل. وتوقعت مصادر نفطية ان يسبق قمة "أوبك" في كراكاس اجتماع لوزراء الخارجية والنفط في دول "أوبك" يعقد في فيينا في منتصف أيلول المقبل. واقترح وزير النفط الايراني تحديد سقف للانتاج لفترة ثلاثة أشهر. وقال قبل ان يستقل الطائرة متوجهاً الى فيينا، انه "يجب ان نتخذ قرارات اقتصادية تتناسب مع حاجات السوق ولذلك في وسع اوبك ان تحدد سقفاً للانتاج لفترة ثلاثة وليس ستة اشهر". وعقد وزراء نفط السعودية علي النعيمي والكويت الشيخ سعود ناصر الصباح وقطر عبدالله بن حمد العطية والامارات عبيد بن سيف الناصري الاعضاء في "أوبك" أول من أمس اجتماعاً تمهيداً للاجتماع الوزاري اليوم. والدول الاربع اعضاء ايضا في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم اضافة اليها البحرين وسلطنة عمان. ووصل وزير النفط العماني محمد بن حمد بن سيف الرمحي الى فيينا أمس لحضور الاجتماعات بصفة مراقب. ونفى الرمحي التصريحات التي نسبت اليه والتي قالت انه يتوقع زيادة "أوبك" الانتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً. وتوقعت المصادر النفطية ان ينتهي اجتماع "أوبك" مساء الثلثاء أو الاربعاء في أقصى موعد، مشيرة الى ان موضوع اختيار الامين العام الجديد للمنظمة غير مطروح على جدول الاعمال، اذ تأجل حتى أيلول المقبل والجميع متفق على بقاء ريلوانو لقمان أميناً عاماً للمنظمة حتى نهاية السنة الجارية.