غزة، نابلس الضفة الغربية - "الحياة"، أ ف ب - واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها ضد الفلسطينيين في قطاع غزةوالضفة الغربية أمس على رغم قرار وقف اطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنه رئيس الوزراء ارييل شارون الثلثاء الماضي، والذي اثبت عدم صدقيته على الأرض، واعتبره مراقبون مناورة إعلامية تهدف إلى كسب جولة في الصراع مع الفلسطينيين. ووصفت السلطة الوطنية الفلسطينية القرار بأنه "اكذوبة كبرى"، مشيرة إلى 96 اختراقاً من قبل قوات الاحتلال لهذا القرار الذي لم يطبق عملياً على الأرض. وتركزت الهجمات الإسرائيلية في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وتحديداً شمال المدينةوجنوبها، حيث اصيب ثلاثة مواطنين بينهم طفلان. واصيب الطفل صقر جابر أبو سمهدانة 7 أعوام بجروح متوسطة في الساق، جراء اطلاق النار عليه من قبل عدد من مستوطني مستوطنة "موراغ" اليهودية شمال رفح، عندما كان يستقل دراجته الهوائية قرب منزله، غير البعيد عن المستوطنة. كما اصيب الطفل محمد جبر أبو سمهدانة 7 أعوام بعيار ناري في قدمه اطلقه عليه جنود الاحتلال اثناء اطلاق النار وقصف المنازل في المدينة في ساعة متقدمة من ليل الأحد - الاثنين. وقال شهود إن قوات الاحتلال قصفت منازل المواطنين بالرشاشات الثقيلة من ثلاثة محاور تقع على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر. واصيب جراء القصف المواطن أمين خليل 44 عاماً بشظية في رقبته. ونقل الثلاثة إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة، ووصفت جروحهم بأنها متوسطة. وفجر مقاتلون فلسطينيون عبوة ناسفة جانبية لدى مرور دبابة إسرائيلية بين صفي الأسلاك الشائكة التي تشكل الشريط الحدودي جنوبالمدينة. وقال شهود إن السنة النار تصاعدت من مكان الانفجار والدبابة التي لم يعرف مصير الجنود فيها. واطلق الجنود الإسرائيليون النار بكثافة فور وقوع الانفجار، ورد عليهم المقاتلون، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت زهاء ساعة. وقصفت قوات الاحتلال في اعقاب الحادث منازل المواطنين بقذائف المدفعية، التي الحقت أضراراً جسيمة بها من دون الابلاغ عن وقوع اصابات في صفوف السكان. وفي مدينة غزة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل ظهر أمس في منطقة معبر المنطار شرق المدينة، في المنطقة المصنفة أ، وشرعت بعمليات تجريف واسعة في أراضي المواطنين، واقتلعت جرافات الاحتلال مئات أشجار الزيتون في المنطقة. إلى ذلك، أشار اللواء عبدالرازق المجايدة، أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي مدير الأمن العام لقطاع غزة، إلى أن قوات الاحتلال اخترقت وقف النار الذي أعلنه شارون، 96 مرة حتى أول من أمس. ورصد المجايدة في بيان صحافي الخروقات الإسرائيلية التي تضمنتها قائمة وزعت على ممثلي وسائل الإعلام، تشمل اطلاق النار والقصف والتوغل في الأراضي أ وسقوط الشهداء والجرحى، واحتلال منازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وغيرها. ووصف المجايدة قرار وقف اطلاق النار بأنه "اكذوبة كبرى إعلامية ودعائية". بدوره، نبه مصدر فلسطيني مسؤول من المناورات الإعلامية الإسرائيلية للتغطية على استمرار العدوان والتصعيد الإسرائيلي ورفض حكومة شارون "تقرير ميتشل". وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه "في الوقت الذي أعلن فيه شارون ما ادعى أنه وقف لإطلاق النار من جانب إسرائيل، تعرضت محافظاتغزة إلى عمليات توغل وتجريف في مناطق أ، تواصل إسرائيل احتلالها حتى هذه الساعة". وأشار المصدر إلى جملة من الاختراقات للقرار في مدن خان يونس في قطاع غزة وبيت جالا ونابلس في الضفة الغربية. الضفة الغربية من جهة اخرى، ذكر شهود ومسؤولون امس ان الجيش الاسرائيلي حاصر قرية دير شرف الى الغرب من مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية وفرض عليها حظر التجول. وأكد شهود ان قوات اسرائيلية دخلت القرية نحو 3 آلاف نسمة ليل الاثنين - الثلثاء، وأعلنت حظر التجول فيها اثر تسجيل تبادل لإطلاق نار في المنطقة لم تعرف تفاصيله. وقال زياد زعنون، أحد اعضاء مجلس قرية دير شرف لوكالة "فرانس برس" إن "الجنود اغلقوا جميع الطرق الفرعية بسواتر ترابية ودمروا شبكة المياه في القرية". واضاف: "هذه ليست المرة الاولى التي يعمد فيها الجيش الاسرائيلي لتخريب شبكة المياه"، مشيراً إلى ان الجنود "يمنعون حركة التنقل تماماً".