دعمت القوات المقدونية هجومها العسكري الواسع على المعاقل الشمالية للمقاتلين الألبان، الذي بدأ صباح أول من أمس، بتحرك بري بالدبابات والجنود، فيما تعالت اصوات في "مجلس الأمن القومي المقدوني" تتهم زعماء الحزبين الالبانيين المشاركين في الائتلاف الحكومي ب"الخيانة". وتواصل القصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة والمروحيات القتالية أمس الجمعة، على محيط قرية فاكسينتسي وست قرى البانية شمال مقدونيا، لاستعادتها، كخطوة أولى تشمل القرى الاحدى عشرة التي يسيطر المقاتلون الالبان عليها في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تقدمت اربع دبابات مع مجموعة من الجنود باتجاه قرية فاكسينتسي. ووصف الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغويي ماركوفسكي العملية بأنها "جاءت بقرار من قيادة الدولة وتتوخى تحرير القرى المحتلة تباعاً واخراج الارهابيين منها". وأقر الناطق بأن القوات المقدونية "واجهت مقاومة شديدة وتتقدم ببطء من منزل لآخر". وكان يسمع دوي انفجار القذائف وتشاهد اعمدة الدخان، طيلة يوم أمس، ترتفع من منازل القرى التي استهدفها القصف الحكومي، بوضوح من مدينة كومانوفو. وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع المقدونية غورغي تريندافيلوف، وجود معلومات لدى الجهات الحكومية بأن "ارهابيين كانوا يقاتلون في جنوب صربيا، انتقلوا الى مقدونيا". وامتدت المواجهات الى المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو شمال غربي مقدونيا، حيث تواصل تبادل اطلاق نيران الأسلحة الرشاشة وقذائف مدافع الهاون بين العسكريين المقدونيين والمقاتلين الألبان، منذ ليل أول من أمس. وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "قلقها على سلامة المدنيين من سكان القرى التي يتركز القصف عليها". وقالت الناطقة باسم اللجنة في سكوبيا اماندا وليامسون "لم نتمكن من الوصول الى قرى المنطقة الجمعة أمس لأسباب أمنية". والى ذلك، افادت بعثة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مقدونيا، ان "1500 شخص فروا ليلاً من قرية لوياني القريبة من فاكسينتسي، والتجأوا الى جنوب صربيا القريب من الحدود مع مقدونيا". ومن جهة أخرى، ذكرت المحطات التلفزيونية في سكوبيا، ان الاصوات تعالت في اجتماع مجلس الأمن القومي المقدوني في اجتماعه أمس، باخراج الحزبين الالبانيين "الديموقراطي" بزعامة اربن جعفيري و"الرفاه" بزعامة ايمير ايميري، من الائتلاف الحكومي، لاجتماع زعيميهما بالقرب من بريشتينا مع قائد المقاتلين الالبان في مقدونيا علي احمدي، ما اعتبره "خيانة لاتفاق حكومة الوحدة الوطنية الذي لا يسمح بأي محادثات مع المتمردين". وأفاد رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي بعد اجتماع المجلس، ان لقاء جعفيري وأميري مع علي احمدي "سبب مزيداً من التعقيد للأزمة القائمة في مقدونيا، بسبب اعمال ارهابية". وقال: "عندما علمنا بالقضية توقعنا ان يعتذرا ويتراجعا عن هذا الانتهاك لاتفاق الائتلاف الحكومي، لكنهما بدلاً من ذلك أخذا يروجان على ان ما قاما به هو الصحيح لإحلال السلام". وأضاف: "لكن نحن الأقوى وفي إمكاننا ان نحرر اراضينا من الارهابيين".