} أخفقت القوات المقدونية في طرد المقاتلين الألبان من المناطق الغربية التي يسيطرون عليها، خصوصاً في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو، التي يعتبرونها عاصمة لهم، وباتوا يستعدون للسيطرة عليها بعد استيلائهم على القرى المحيطة بها. وجاء ذلك على رغم القصف المقدوني المكثف الذي تواصل لليوم السادس على التوالي امس، فيما عزز حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري في أراضي كوسوفو المحاذية للحدود مع مقدونيا. رصدت "الحياة" أثناء وجودها في تيتوفو أمس، قصفاً شديداً متواصلاً، بقذائف الدبابات والمدفعية وجهته القوات المقدونية من مواقعها في ضواحي تيتوفو الغربية، نحو منطقة واسعة من المرتفعات الشمالية والغربية التي يتحصن فيها المقاتلون الألبان، ما أدى الى اندلاع حرائق في الأحراش، إضافة الى منازل عدة في سفوح المرتفعات. وشاهدت "الحياة" دبابات ومصفحات جديدة قدمت من سكوبيا وانضمت الى الوحدات المقدونية الموجودة في تيتوفو. وأبلغ مسؤول عسكري الصحافيين في تيتوفو، ان الجنود المقدونيين صدّوا محاولة قام بها حوالى 200 مقاتل ألباني "تسللوا من المرتفعات خلال الليل ودخلوا بيوتاً في ضواحي المدينة". لكن بيرم محموتي وهو من أعيان تيتوفو، أبلغ "الحياة" ان ما تذكره القوات المقدونية في شأن التسلل، هو "تبرير للقذائف وزخات الرصاص التي وجهتها بصورة متعمدة لعدد من البيوت في الضواحي الغربية للمدينة وأدت الى اشتعال النيران فيها وقتل خمسة من سكانها الألبان المدنيين". وأضاف ان الاستياء الشديد يخيم على ألبان تيتوفو "نتيجة الإجراءات الحكومية الخاصة بمنع التجوال ليلاً وانتشار مجموعات الشرطة الخاصة في انحاء المدينة الذين يقيدون قيام السكان بأعمالهم". ووصف ذلك بأنه "يزيد الوضع تعقيداً وقد يؤدي الى صدامات بين سكان المدينة وهذه المجموعات". وأشار محموتي الى أن المعلومات التي يتداولها الألبان في تيتوفو تفيد ان القوات المقدونية "استخدمت ما لا يقل عن 15 ألف قذيفة في قصف المرتفعات المطلة على المدينة خلال الأيام الستة التي واصلت فيها عملياتها من دون ان تتمكن من تحقيق اي تقدم عن المواضع التي تتحصن فيها". ونقل محموتي أىضاً معلومات تشير الى أن عدد المقاتلين الألبان في غرب مقدونيا لا يقل عن خمسة آلاف مسلح وأنهم أصبحوا يسيطرون على معظم القرى في المنطقة الممتدة الى الحدود الجنوبية لكوسوفو والشرقية لألبانيا". وأوضح ان مقر "سوكول" "الرجل الشجاع" باللغة الألبانية قائد "جيش التحرير الوطني" يقع في قرية سيلشي جنوب غربي تيتوفو بحوالى 7 كيلومترات في منطقة حصينة من جبال شارا على بعد حوالى 4 كلم عن حدود كوسوفو الجنوبية. وفي سكوبيا، أفاد الناطق باسم وزارة الدفاع المقدونية غورغي تريندافيلوف ان عدد الذين تم استدعاؤهم من القوات الاحتياطية يبلغ 20 ألف جندي، لينضموا الى 15 ألف عسكري في الجيش المقدوني النظامي. وأضاف ان مجموع قوات الاحتياط هو بحدود 100 ألف جندي، و"لا حاجة حتى الآن لاستدعائهم جميعاً". وأشار الناطق الى أن الحكومة رفضت عرضاً من بعض الوسطاء للتحادث مع المقاتلين في شأن اتفاق لوقف النار وقال "إننا لا نقبل اي اتصال مع إرهابيين جاؤوا من كوسوفو". الأطلسي وذكرت مصادر قوات حفظ السلام الدولية كفور انه ارسل المزيد من الجنود الى أراضي كوسوفو الحدودية مع مقدونيا "التي يعتقد انه من خلالها توصل الإمدادات الى المقاتلين الألبان في مقدونيا". وجاء ذلك في اعقاب تصريح ادلى به في بروكسيل الأمين العام للحلف الأطلسي جورج روبرتسون، وأعلن فيه ان الحلف مصمم على قطع الطرق التي تستخدمها "جماعة محدودة من المتشددين" للتسلل الى مقدونيا. لكن روبرتسون أشار الى أن الحلف "ليس لديه تفويض للعمل داخل مقدونيا". وجاء التصريح بعد لقائه وزير الخارجية المقدوني سرجان كريم في مقر الحلف في بروكسيل، وطلب الأخير "دعم الحلف والاتحاد الأوروبي لمقدونيا في أزمتها الراهنة". وكان رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي اتهم في تصريح نقله تلفزيون سكوبيا قوات "كفور"، وخصوصاً الوحدات الأميركية والبريطانية المرابطة في مناطق كوسوفو المحاذية لمقدونيا "بالتقاعس عن الوقوف بحزم ضد تسلل الإرهابيين الى مقدونيا". وأضاف أنه "إذا لم يتدخل الغرب عسكرياً لإقامة حزام أمني حول كوسوفو فإن مقدونيا ستسبح في حمام دم".