} اعتبر المقدونيون ان الأزمة مع الألبان على وشك الانتهاء، وذلك باعلانهم تعقب "فلول المتمردين"، فيما اجمع المراقبون في المنطقة على خطورة الحل العسكري القائم على تجاهل المطالب الالبانية. أفاد الناطق باسم الجيش المقدوني بلاغويي ماركوفسكي ان الوضع لا يزال غير مستقر في البلاد، اذ تقوم وحدات خاصة من الجيش والشرطة "بتعقب فلول المتمردين في المرتفعات المطلة على تيتوفو". وأضاف: "لا تزال مجموعات من الارهابيين تستخدم رصاص القناصة أثناء عمليات التمشيط". وأوضح ان "الجيش سينتشر على طول الحدود مع كوسوفو لاحكام سيطرته على أراضي شمال البلاد". والى ذلك، ذكر الناطق باسم وزارة الداخلية المقدونية ستيفو بينداروفسكي ان وحدة من الشرطة "قصفت محيط قرية غراتشاني 15 كلم شمال غربي سكوبيا بالمدفعية نظراً لوجود نشاط ارهابي فيها". وشددت الأجهزة الأمنية المقدونية من حراستها للمباني الحكومية ومحطات القطارات والحافلات والمستشفيات، وذلك اثر معلومات ان المقاتلين الألبان سيلجأون الى عمليات "ارهابية" بعد هزيمتهم في مرتفعات تيتوفو. وتواصل الهدوء لليوم الثاني على التوالي أمس، داخل مدينة تيتوفو، وذلك اثر الوساطة التي قام بها منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي زار تيتوفو واجتمع مع الزعيمين الألبانيين اربن جعفيري زعيم "الحزب الديموقراطي الألباني" وايمير اميري رئيس "حزب الرفاه الألباني"، واقترح نوعاً من الحل الوسط بين المطالب الألبانية وما يمكن ان يقبله السلافيون المقدونيون من خلال القرارات البرلمانية. وكان سولانا أعرب عن "تضامن الاتحاد الأوروبي مع الحكومة المقدونية" وناشد المقاتلين الألبان "القاء السلاح والاندماج في الحياة السياسية لبلادهم". وأشار مراقبون في البلقان الى ان اسلوب الضغط الشديد على الألبان لا يمكن ان يعطي نتائج ايجابية على المدى الطويل، اذا لم تتوافر حلول مقبولة للمشكلات التي اثارت الأزمة ولا يستبعد ان يكون انسحاب المقاتلين "تكتيكياً"، ويمكن ان يعود نشاطهم في أي وقت. ويبدو ان اليونانيين ادركوا خطورة الوضع، ولذا سارع وزير خارجيتهم جورج باباندريو الى سكوبيا أمس لمواصلة الاتصالات التي كان اجراها خافيير سولانا مع المسؤولين الحكوميين المقدونيين والزعماء الألبان. وجاء هذا التحرك بعدما أعلن قائد "جيش التحرير الوطني" الملقب "سوكول" الرجل الشجاع ان المقاتلين الألبان "غاضبون من مواصلة الحكومة هجماتها على رغم عرض المقاتلين وقف النار من جانبهم". وأضاف قائلاً: "عرضنا وقفاً لاطلاق النيران، لكن المقدونيين يستفزوننا، نحن مستعدون لخوض حرب في المناطق التي نسيطر عليها". ومعلوم ان "سوكول" انسحب مع مقاتليه من مقر قيادته في قرية سيلتسي في المرتفعات المطلة على تيتوفو، وانتقل - على الأرجح - الى جبال شارا الواقعة شمال غربي تيتوفو. ويسود الاعتقاد ان انسحاب سوكول من مرتفعات تيتوفو الأحد الماضي تم بصورة منظمة اذ لم تعثر القوات المقدونية على أي دليل في شأن اصابات في صفوف المقاتلين المنسحبين. وذكرت منظمات الاغاثة ان أكثر من 20 الف شخص سجلوا لديها خلال الأسبوعين الأخيرين من القتال في مقدونيا. لكن الألبان يؤكدون ان العدد الحقيقي للنازحين لا يقل عن 50 ألفاً من منطقة تيتوفو وحدها، ذلك ان غالبية الذين غادروا المنطقة حلّوا عند اقارب ومعارف لهم ولم يسجلوا اسماءهم لدى منظمات الاغاثة، وذلك في انتظار تطورات الوضع. ومن جهة أخرى، ذكرت قوات حفظ السلام كفور انها اعتقلت أكثر من 100 شخص ممن يُعتقد انهم من مقاتلي "جيش التحرير الوطني" الألباني في مقدونيا، من ضمنهم 79 شخصاً كانوا يختبئون بين اللاجئين الذين وصلوا الى مدينة بريزرين جنوب كوسوفو حيث قاطع الجنود الألمان.