اتفقت الأحزاب المقدونية الرئيسية على تشكيل حكومة "وحدة وطنية" تهدف الى حل الأزمة الألبانية، فيما ساد هدوء نسبي في مناطق القتال بعض الوقت أمس ما وفر المجال لمزيد من النزوح عن القرى الشمالية التي استهدفها القصف الحكومي. علقت الأحزاب الرئيسية للعرقين المقدوني والألباني في مقدونيا خلافاتها في شأن الموقف من الحركة الألبانية المسلحة، بعد وساطة أوروبية وضغوط أميركية، واتفقت على المشاركة في ائتلاف حكومي يضم 13 وزيراً مقدونياً وخمسة البان. ويتكون الائتلاف الحكومي الجديد من 3 أحزاب للمقدونيين هي: الحزب القومي رئاسة الحكومة ووزارات الداخلية والمال والزراعة والثقافة والمواصلات والتكتيل الاشتراكي الديموقراطي اليساري المسمى "من اجل مقدونيا معاً" نائب رئيس الحكومة ووزارات الخارجية والدفاع والتعليم والصحة والبيئة والحزب الليبرالي رئاسة البرلمان ونائب لرئيس الحكومة. ويشارك في الحكومة حزبان البانيان هما: الديموقراطي نائب رئيس الحكومة ووزارتا الاقتصاد والادارة المحلية والرفاه وزارتا العدل والرعاية الاجتماعية. وقال رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي إن البرلمان المقدوني سيعقد جلسة خاصة مساء اليوم للمصادقة على "حكومة الوحدة الوطنية" التي اتفق عليها. وأشار الى ان الحكومة ستركز على "ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد وعلى تكثيف العمل لمواصلة الحوار والتفاهم بين العرقين المقدوني والألباني لتوحيدهما في وجه الأعمال الارهابية". وتلقى زعماء الأحزاب المشاركة في الائتلاف رسائل من وزير الخارجية الأميركي كولن باول أعرب فيها عن ارتياحه الى هذه الحكومة الموسعة "التي تمثل مجالاً مهماً لحوار يؤدي الى حل الأزمة المقدونية"، مؤكداً استمرار الدعم الأميركي من اجل استقرار مقدونيا ووحدة اراضيها. وعلى رغم اعلان التشكيل الحكومي الواسع والهدنة الصباحية، واصل الجيش المقدوني بعد ظهر أمس، قصفه مواقع المقاتلين الألبان في بعض قرى شمال مقدونيا مستخدماً قذائف المدفعية الثقيلة والدبابات وصواريخ المروحيات. وكان الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي اعلن صباح أمس توقف العمليات العسكرية للجيش المقدوني الى اجل غير مسمى من جانب واحد، وعاد بعد الظهر ليعلن استئناف القصف "رداً على استفزازات الارهابيين". يذكر ان "حزب الرفاه الألباني" بزعامة ايمير اميري كان اشترط وقف النار قبل دخوله الائتلاف الحكومي. لكن ضغوطاً ديبلوماسية مارسها الغرب وخصوصاً الادارة الأميركية، جعلت الحزب يتراجع عن موقفه. ومن جهة اخرى، أفادت منظمات الاغاثة الدولية ان أكثر من ثمانية آلاف شخص نزحوا من قرى شمال مقدونيا التي يدور فيها القتال الى كوسوفو خلال الأيام الخمسة الأخيرة.