جدة - الحياة - الاتحاد "عميد الاندية السعودية" ظاهرة تخالف كل الاراء والتوقعات الموسمية. فكل من تابع مسيرة الفريق الكروية هذا الموسم لم يتفاءل بقدرته على احراز اي لقب، خصوصاً بعدما اصابه الفشل في المسابقة الاولى للموسم الكروي السعودي بخروجه من مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد بعد سلسلة عروض هزيلة ادت الى الغاء عقد مدربه البلجيكي ديمتري، الذي كان شكل مصدر تفاؤل لعشاق الاصفر والاسود جميعاً، ليخلفه الايطالي دوتسينا منذ مسابقة كأس الاندية الخليجية في مدينة العين الاماراتية، من دون نجاح ايضاً. واللافت ان هذه البطولة اعقبتها مشاركة الاتحاد في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ثم في تصفيات كأس الاندية الآسيوية في طهران، التي كاد يبلغ نهائياتها لولا خسارته غير المتوقعة في لقائه الأخير امام الفريق الكازاخستاني، ليحصد الفشل الذريع فيها. واقيل دوتسينا بعدها، وتسلّم حسن خليفة مهمة التدريب مدة محدودة، حتى أحضر مدرب الطوارىء البرازيلي اوسكار الذي صوب مسيرة الفريق وأهّله للمربع الذهبي في البطولة عبر احتلاله المركز الرابع ب 38 نقطة، بعدما فاز في 11 مباراة وتعادل في 5 وخسر 6. أجانب بالجملة وكالعادة، كان الاتحاديون أصحاب المفاجآت الموسمية، التي تمثلت باحضار نجم عالمي من الوزن الثقيل جداً هو النيجيري اموكاشي الذي وصل الى جدة وتدرب مع الفريق، لكنه رفض اجراء الكشف الطبي، ليعود بخفي حنين الى بريطانيا. ثم تم التعاقد مع ادبيغو 32 عاماً قائد منتخب نيجيريا، الذي عرف مصير مواطنه أموكاشي بسبب زيادة وزنه وضعف لياقته البدنية. وانجز الاتحاد في المرحلة التالية صفقة ضم الايطالي ميشال جيلسي بتوصية من النجم الايطالي المعروف روبرتو دونادوني، والارجنتيني غوميز الذي لم يرضِ طموحات الفريق ما جعل المدرب دوتسينا يتخذ قرار الغاء عقده. واختتم الاتحاديون مسلسل صفقاتهم بالتعاقد مع البرازيلي سيرجيو، الذي سبق له ان حقق نجاحات مشهودة مع الاهلي والهلال، وشكل ثنائياً ناجحاً مع جيلسي، فتمكّن المدرب اوسكار من تعزيز تأقلمه مع الفريق بعد بداية متعثرة. مسيرة التألق وعكس نجوم الاتحاد بقيادة اوسكار صورة مختلفة على صعيدي الاداء والنتائج، واستعادوا مقومات الابداع الفني مع انطلاق مسابقة كأس ولي العهد التي استهلوها بالفوز على أبها من الدرجة الاولى في الدور ال16، ثم الرياض في الدور ربع النهائي، ثم الهلال الذي اقصاه بركلات الترجيح. عاد الاتحاد، بعد ذلك، الى جدة ليستعد للقائه المهم امام جاره الاهلي، متصدر ترتيب الدور التمهيدي للبطولة، ضمن المربع الذهبي، وانتزع التعادل السلبي الثمين في مباراة الذهاب، قبل ان يعزف نجومه اعذب الالحان في مباراة الاياب وحسموها بفوز تاريخي 4 - 2. وخاض الاتحاد النهائي الاول امام الاتفاق في كأس ولي العهد فكسبه 3 - صفر، ثم اوقف افراحه اسبوعاً، تمهيداً لخوض نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين امام النصر، وقد احرزه ليحقق انجاز الجمع بين الكأسين الغاليتين في غضون اسبوع واحد فقط.