كان تخفيف القيود الاسرائيلية على قطاع غزة مجرد "تضليل"، إذ واصلت قوات الاحتلال مضايقاتها للفلسطينيين في المنطقة محافظة على تقطيعها إلى ثلاث مناطق. واقتحمت الشرطة الحرم القدسي الشريف وفرقت المصلين الذين كانوا يرشقون الجنود بالحجارة. ورفض رئيس الوزراء آرييل شارون عرضاً تقدم به الرئيس ياسر عرفات لإصدار بيان مشترك يدعو إلى وقف العنف. وأشارت معلومات من دمشق إلى احتمال طي موضوع زيارة الرئيس الفلسطيني سورية قريباً. راجع ص 4 وبثت القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي في نشرتها الاخبارية مساء ان اجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت خليتين أثناء قيامهما بقذف مواقع اسرائيلية بالهاون. وأضافت ان الاعتقال تم بأمر مباشر من الرئيس عرفات، وأن أحد معاونيه أبلغ شخصية اسرائيلية رفيعة، لم يكشف هويتها بأمر الاعتقال. وقالت القناة ان مصادر أمنية اسرائيلية أكدت النبأ. وقالت القناة الثانية ان وزير الخارجية شمعون بيريز كثف في الساعات ال48 الأخيرة اتصالاته الهاتفية مع أربعة من كبار المسؤولين في السلطة الوطنية، ونقل الى رئيس حكومته انطباعه ان عرفات جاد في مسعاه لخفض وتيرة العنف، وأضافت ان الاتصالات الجارية قد تؤدي الى لقاء وشيك بين بيريز وعرفات. وقال المعلق السياسي في القناة ان اسرائيل لا تشترط وقفاً تاماً لما سماه أعمال العنف بل تتحدث عن هدوء نسبي وضرورة ان يثبت عرفات انه يبذل أقصى جهد لوقف قصف المستوطنات بالهاون. وأضاف ان تغيير الموقف لديه نجم أساساً عن ضغط أميركي وليس عن الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة. وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في بيان رسمي أمس أنه خفف القيود المفروضة على تحرك الفلسطينيين في القطاع، لكن هؤلاء الذين كانوا ينتظرون في طوابير للعبور وصفوا الاجراءات بأنها "ذر للرماد في العيون". وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأن الموقف على أرض الواقع يتناقض مع البيان الذي وصفه بأنه "مضلل". وحض الدولة العبرية على انهاء الحصار والتزام اتفاقات السلام التي وقعتها". وفي القدسالمحتلة قامت الشرطة الاسرائيلية المدججة بالاسلحة بعرض للقوة في الحرم القدسي الشريف واقتحمته بعدما أدى مصلون صلاة الجمعة في المسجد الاقصى وألقوا حجارة على جنود الاحتلال. وقال شهود عيان انه لم يحدث اطلاق للنار ولم تدخل الشرطة المسجد الاقصى أو مسجد قبة الصخرة. على الصعيد السياسي، ذكرت وكالة "رويترز" أن شارون رفض عرضاً تقدم به عرفات، ونقله جيم كولبي عضو مجلس النواب الاميركي، يقترح فيه اصدار بيان علني مشترك يدعو إلى وقف العن،وطالب بتغيير ملموس على أرض الواقع. وقال جيم بعد اجتماعه بالزعيمين في الساعات ال24 الماضية "لست متفائلا تفاؤلاً كبيراً" بحدوث انفراج في الوقت الحاضر. وأوضح انه لم ينجح في بناء جسر بين الطرفين. وأكد النائب الأميركي أن عرفات "أبدى رغبة قوية في العودة الى محادثات السلام وأستئنافها باسرع ما يمكن... وقال انه سيكون مستعداً لذلك باي وسيلة ممكنة بما في ذلك الظهور معاً عرفات وشارونعلى شاشات التلفزيون". ونفى المسؤولون الاسرائيليون بشدة وجود مفاوضات سياسية سرية مع الفلسطينيين، لكنهم أقروا بوجود "اتصالات" لتهدئة الاوضاع. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان رعنان غيسين المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء التقى امس القائم باعمال السفارة الاردنية في تل ابيب وابلغه ان "اسرائيل لم ترد المبادرة لكنها تدرسها وسترد عليها مع ملاحظاتها عليها". واشار الى "وجود عناصر ايجابية في المبادرة، لكنه شدد على أن الشرط الاساسي للشروع في تنفيذها هو وقف اطلاق النار". في غضون ذلك، تراجعت احتمالات زيارة الرئيس الفلسطينيدمشق بعدما كان اقترح ال26 من الشهر الجاري موعداً لها. وقالت مصادر سورية ل "الحياة" ان دمشق "ترحب به وفق الثوابت التي اعلنها الرئيس بشار الاسد في القمة العربية، لكنها تدرك انه بدأ يعيد حساباته في الأيام الاخيرة باتجاه تأجيل الزيارة" التي كانت مقررة أصلاً في منتصف الشهر الجاري. وكان مسؤول سوري قال في لقاء مع مسؤول فلسطيني ان عرفات "اراد لقاء الاسد قبل القمة كي يسوق ذلك مع الاميركيين لكنه الآن اكثر حماسة للورقة الاردنية - المصرية منه لزيارة دمشق". وفي نيويورك، طرح وفد عربي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أربعة ملفات تتعلق بتدهور الأوضاع في فلسطين، والبليون يورو العراقي لمساعدة الفلسطينيين، والعدوان الاسرائيلي على المواقع السورية في لبنان، ومسألة إعادة انتشار القوات الدولية في جنوبلبنان. وقالت مصادر حضرت الاجتماع أن اجوبته كانت "ديبلوماسية". واستقبل انان خمسة سفراء طلبوا لقاءه نيابة عن المجموعة العربية هم رئيس المجموعة للشهر الجاري مندوب العراق السفير محمد الدوري، ومندوب الأردن الذي يرأس القمة العربية الأمير زيد بن رعد، ورئيس المجموعة للشهر السابق مندوب دولة الامارات السفير محمد سمحان، ومندوب تونس العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن السفير نور الدين مجدوب، ومندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة ومندوب الجامعة العربية السفير حسين حسونة. وقرأ الدوري نصاً مكتوباً باسم المجموعة العربية تضمن أربع نقاط أساسية. وقال ان المجموعة "قلقة من التصعيد في وضع فلسطين" وانعكاساته على الشعب الفلسطيني ... واننا نحضكم ونحض مجلس الأمن على ادانة العدوان الاسرائيلي المستمر وبذل كل الجهود الممكنة لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني". وأشار الى طلب العراق موافقة الأممالمتحدة على تحويل بليون يورو من برنامج "النفط للغذاء" لتلبية حاجات الشعب الفلسطيني. وقال: "اننا نحضك على التدخل مع مجلس الأمن ليوافق على هذا الطلب الانساني". وتحدث عن "العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان. وقال ان المجموعة العربية "تطلب ادانتك لهذا الاختراق لسلامة أراضي لبنان، وهذا الاستفزاز الخطير ضد سورية والذي يؤدي الى المزيد من التدهور في المنطقة". وانتهى رئيس المجموعة الى عرض "خطورة الأوضاع في المنطقة" مما يتطلب "تجنب أية افتراضات من شأنها ان تعزز التوتر... لذلك نود أن نطلب منك تأخير التقدم بأية خطط أو مقترحات في شأن إعادة تشكيل قوات الأمم المحدة في لبنان يونيفك حتى شهر تموز يوليو" موعد انتهاء ولاية هذه القوات . ونقلت المصادر عن انان تمسكه باعتبار عمليات "حزب الله" في منطقة شبعا خرقاً للقرار 425، كما العدوان الاسرائيلي على المواقع السورية. واشار الى ان المنظمة الدولية طلبت من الحكومة اللبنانية ان تنشر الجيش في كل الجنوب.، وهي "واضحة في مواقفها". ورد على طلب الادانة بقوله انه لا يمكنه الخروج عن لغة الاممالمتحدة، خصوصاً ان الخروقات لقرارات مجلس الأمن يرتكبها اكثر من طرف. واعرب انان عن استعداده لإعادة الاتصال برئيس مجلس الأمن للبحث في طلب تحويل بليون يورو إلى الفلسطينيين، وشدد على قلقه من تدهور الوضع الاقتصادي في فلسطين وضرورة العمل على ايجاد مصدر تمويل لانقاذ الوضع من الانهيار.