أعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان اللقاء الذي عقد في الدوحة بين مبعوثين سودانيين وأعضاء في الكونغرس كان "مثمراً ومشجعاً"، وأقر بأن الخرطوم طلبت من قطر التوسط لدى واشنطن لتطبيع العلاقات السودانية - الأميركية. في الوقت ذاته واصل وفد إسلامي يزور الخرطوم للتوسط بين قادة الحكم وحزب المؤتمر الوطني الشعبي، بزعامة الدكتور حسن الترابي، اجتماعات مكثفة، ولم يعرف هل التقى الزعيم الاسلامي في سجنه أمس. وأكد اسماعيل، في تصريحات صحافية مساء امس "الاتفاق على مواصلة الحوار الأميركي - السوداني وصولاً الى فهم مشترك للقضايا مثار الخلاف". وكشف انه ابلغ نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على هامش القمة العربية في عمان الشهر الماضي رغبة الخرطوم في ان تلعب الدوحة دوراً في تحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، وان الوزير القطري اقترح عقد اللقاء بين مسؤولين سودانيين وأعضاء في الكونغرس في العاصمة القطرية. وتابع ان الخرطوم أوفدت الى اللقاء مدير مركز الدراسات الاستراتيجية سيد الخطيب ومدير ادارة الاميركتين في الخارجية السفير ميرغني محمد صالح، ووصف اللقاء بأنه كان "مشجعاً وايجابياً" ساهم في "ازالة بعض سوء الفهم". وعبّر عن أمله بالتوصل الى اتفاق بين الجانبين قبل موعد مراجعة مجلس الأمن العقوبات المفروضة على بلاده في آب اغسطس المقبل، منتقداً الادارة الأميركية السابقة لادراجها السودان على لائحة الدول الداعمة للارهاب. وتوقع ان تنشط المبادرة المصرية - الليبية للسلام في السودان ، مشيراً الى تلقيه اتصالاً هاتفياً من نظيره الليبي علي عبدالسلام التريكي، أبلغه خلاله خطوات لتحريك المبادرة قريباً. الوساطة الاسلامية في غضون ذلك، واصل وفد الوساطة الاسلامي مشاوراته مع المسؤولين السودانيين وحزب المؤتمر الوطني الشعبي. وكان متوقعاً ان يتوجه الوفد في وقت متقدم مساء امس الى سجن كوبر للقاء الترابي، فيما نقل صديق النجل الأكبر للزعيم الاسلامي عن والده انه "يرفض أي شروط لاطلاقه، ولن يقبل أي اقتراح بتحديد اقامته الإقامة الجبرية في منزله أو اعتزال العمل السياسي". ويضم الوفد عبدالمجيد الزنداني التجمع اليمني للاصلاح وعبداللطيف عربيات واسحق الفرحان جبهة العمل الإسلامي الأردنية ومحمد عمر الزبيري جامعة الملك عبدالعزيز السعودية وحسن هويدي "الاخوان المسلمون" في سورية وقاضي حسين الجماعة الإسلامية في باكستان وفتحي يكن الجماعة الإسلامية في لبنان. وعقدت هذه الشخصيات أمس لقاءين منفصلين مع كل من قادة "الكيان الخاص" الذي يضم الإسلاميين المؤيدين للرئيس عمر البشير ورموز الحزب الحاكم بقيادة الأمين العام للحزب الدكتور إبراهيم أحمد عمر، وطرحت استفسارات في شأن ملابسات اعتقال الترابي وأعوانه، ورؤيتها لتجاوز الواقع الحالي. واطلع الوفد على الجهود التي بذلت للحيلولة دون حدوث انشقاق في صفوف الإسلاميين السودانيين، لكنه لم يقدم اقتراحات محددة لمعالجة الأزمة. كما التقى الوفد أمس وليل الجمعة خمسة من قادة المؤتمر الشعبي هم نائب الأمين العام عبدالله حسن أحمد ورئيس مجلس شورى الحزب عبدالله دنيق نيال وأعضاء المكتب القيادي ياسين عمر الإمام وموسى حسين ضرار وبشير آدم رحمة، واطلع منهم على الظروف التي رافقت توقيع "مذكرة التفاهم" بين المؤتمر و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق. وأبلغ أحمد "الحياة" أن قادة المؤتمر طالبوا باطلاق الترابي ورفع الحظر عن حزبهم لتسهيل مهمة الوفد وانجاحها، لكنهم لم يعتبروا ذلك شرطاً مسبقاً. وأوضح أن الوفد وعد بنقل هذا الموقف إلى الرئيس البشير ونائبه علي عثمان محمد طه. إلى ذلك، أبلغ مصدر في هيئة الدفاع عن الترابي وقادة حزبه المعتقلين منذ 22 شباط فبراير الماضي "الحياة" أن وفد الوساطة وافق مبدئياً على لقاء أعضاء الهيئة الذين سيوضحون رأيهم القانوني في القضية، إذ يعتبرون أن المؤتمر الشعبي "لم يرتكب مخالفة قانونية بتوقيعه اتفاقاً مع حركة قرنق. وسيطلبون اطلاق المعتقلين لعدم وجود بينة كافية تستوجب تقديمهم إلى محاكمة". وانتقد زعيم "حزب الأمة" الصادق المهدي حصر مهمة الوفد الإسلامي "في الإطار الحزبي الضيق، وتجاهلها قضايا مهمة تشغل الضمير العالمي كالحرب الأهلية وآثارها الإنسانية المدمرة". كما انتقد "ازدواجية" موقف الوسطاء من الديموقراطية، وقال: "على رغم حديثهم الطيب عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، إلا أنهم مستعدون لتأييد أي انقلاب عسكري يصادر الديموقراطية، إذا حمل شعارات إسلامية".