} اكدت معلومات في الخرطوم ان اتصالات جرت الاسبوع الماضي بين الحكومة ورئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا لترتيب لقاء بين مسؤولين سودانيين وزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق. وذلك في الوقت الذي يتبادل الطرفان مذكرات في شأن قضايا الخلاف بينهما. أفادت مصادر مطلعة ان الخرطوم طلبت من الرئيس السابق في جنوب افريقيا نلسون مانديلا الذي شارك في القمة الافريقية الاستثنائية التي عقدت في سرت الاسبوع الماضي وحضرها الرئيس عمر البشير التوسط لعقد لقاء بين مسؤولين سودانيين وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق في جنوب افريقيا. واكدت المصادر ان وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين الذي توجه الى جنوب افريقيا قبل عطلة عيد الاضحى للقاء قرنق في حال نجاح مساعي مانديلا. وأشارت الى ان وجود وزير العلاقات الاتحادية المسؤول السابق عن ملف السلام الدكتور نافع علي نافع الموجود خارج البلاد في هذه الفترة ليس بعيداً عن هذه الجهود. لكن مسؤولاً سودانياً سألته "الحياة" عن طبيعة مهمة وزيري الاعلام والعلاقات الاتحادية نفى علمه بالمهمة غير ان المصدر أكد ان "مساعي الحكومة لاجراء حوار مع حركة التمرد مستمرة منذ العام 1989 بصورة مباشرة وعبر وسطاء". واعتبر ان اي لقاء بين الطرفين "طبيعي". وعن سعي الحكومة الى لقاء قرنق في حين اعتقلت زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي وقادة حزبه لابرام الحزب اتفاقاً مع الزعيم الجنوبي، قال المسؤول ان "هدف الترابي من اتفاقه مع قرنق هو اسقاط الحكومة بالقوة وليس انهاء الحرب وتحقيق السلام". الى ذلك، كشف نائب الرئيس موسى مشار عن تبادل مذكرات بين الحكومة وحركة قرنق تحت مظلة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد لمعالجة القضايا المعلّقة مثل علاقة الدين بالدولة وتقسيم السلطة والثروة. ونفى مشار ان تكون "ايغاد" فشلت في وساطتها لانهاء الحرب الاهلية في جنوب السودان، ورأى انها حققت نجاحاً نسبياً بعد حصر نقاط الخلاف بين الجانبين في مسألتي علاقة الدين والدولة واقتسام السلطة والثروة. واوضح ان وفوداً من الطرفين تبحث في المسائل محل الخلاف عبر استمارات نظمتها سكرتاريا "ايغاد" في نيروبي واديس ابابا. من جهة اخرى يعقد وزراء خارجية السودان الدكتور مصطفى عثمان ومصر عمرو موسى وليبيا علي عبدالسلام التريكي لقاء الاسبوع المقبل في القاهرة على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية التي تعقد في 12 من الشهر الجاري. ويهدف اللقاء الثلاثي الى البحث في تحديد موعد ملتقى يجمع الفرقاء السودانيين في القاهرة. ويتوقع ان يعقد الملتقى الشهر المقبل بعد تلقي دولتي المبادرة المشتركة ردوداً من اطراف النزاع السوداني في شأن اقتراحات الدولتين لتقريب الشقة والترتيب لمؤتمر للحوار الوطني الذي سيعقد على مرحلتين في القاهرة وطرابلس.