} ظهرت معلومات عن استعدادات المسلحين الألبان لفتح جبهة قتالية جديدة في المنطقة الحدودية بين جنوب صربيا ومقدونيا التي تمر منها الطريق الدولية. وتوافرت مؤشرات الى تغير جوهري في موقف حلف شمال الأطلسي تجاه بلغراد واحتمال لجوئه الى طلب مساعدة عسكرية يوغوسلافية لاحتواء الوضع في تلك المنطقة، وذلك بعدما اشتبك للمرة الأولى مع المسلمين الألبان، فيما ارسلت بلغاريا تعزيزات عسكرية الى سكوبيا. رصدت "الحياة" فرار المئات من سكان القرى الواقعة على جانبي الحدود بين مدينتي بريشيفو جنوب صربيا وكومانوفو شمال مقدونيا التي تمر منها الطريق الدولية الرئيسية. وترك السكان مناطقهم، مستخدمين العربات والجرارات في نقل بعض حاجياتهم الضرورية، وذلك على رغم الظروف المناخية الصعبة. والتقت "الحياة" عدداً من هؤلاء النازحين الذين أكدوا مخاوفهم من تصاعد أعمال العنف وامتدادها الى مناطقهم وقالت احداهن وتدعى دوشكا بانوفسكي وهي مقدونية من قرية غوشينتس قرب كومانوفو، ان جيرانها الألبان الذين فرّوا أيضاً، أبلغوها ان "المقاتلين في جنوب صربيا، سيوسعون عملياتهم العسكرية في المنطقة التي تمتد مسافة حوالى 10 كلم على جانبي الحدود، وستعمل نيران اسلحتهم على عرقلة حركة المرور من الطريق الدولية في المنطقة". وأشارت الى ان علاقات المقدونيين والألبان جيدة في المنطقة، ولا يوجد بينهم أي مشكلات ذات شأن بالنسبة للصدامات الحالية في شمال مقدونيا، "لكن المخاوف تتأتى من المسلحين الغرباء والاشتباكات التي يمكن أن تحدث مع القوات اليوغوسلافية والمقدونية في المنطقة، وأوضحت ان نزوحاً مماثلاً كان حصل قبل نحو أسبوع من الاشتباكات الجارية في تانوشيفتسي، ما يجعل لمعلومات الألبان عن المنطقة الحدودية بين مقدونياوجنوب صربيا "مهمة وقائمة على تحذير جدي". والى ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية المقدونية ستيفو بينداروف للصحافيين أمس، ان مئات الأشخاص، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، غادروا قراهم في بلدية ليبكوفي غرب كومانوفو و طلبوا مساعدة منظمات الاغاثة المحلية والدولية.ولم يستبعد الناطق صدقية الاشاعات التي تتردد حول لجوء المسلحين الألبان الى توسيع مناطق عملياتهم "لتخفيف الضغط على منطقتهم الحالية". الأطلسي وفي كوسوفو رويترز قال ناطق باسم قوة حفظ السلام التي يقودها الحلف الأطلسي ريتشارد هيغر، ان القوة أصابت رجلين مسلحين على الحدود مع مقدونيا أمس.و هذا أول اشتباك بين قوة كفور ومسلحين منذ بدأت القوة تعزيز وجودها على الحدود الاسبوع الماضي. وأوضح الناطق، ان جنود لواء الشرق متعدد الجنسيات أصابوا صباح أمس رجلين مسلحين بعد تبادل قصير لنيران البنادق بالقرب من قرية مياك في كوسوفو "ولم يصب أي من جنود قوة حفظ السلام". وفي خطوة وصفت بأنها تمثل تغيّراً في موقف حلف شمال الأطلسي تجاه يوغوسلافيا، أعلن الحلف انه يدرس السماح للقوات اليوغوسلافية بالمساعدة في احتواء المقاتلين الألبان. وقال الأمين العام للحلف جورج روبرتسون بعد اجتماعات عقدها مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان واعضاء مجلس الأمن "انه يأمل في اتخاذ قرار هذا الاسبوع، حول ما اذا كان سيتم السماح للقوات اليوغوسلافية بمساعدة قوات حفظ السلام في حراسة المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود اليوغوسلافية المقدونية". وكانت معلومات راجت في سكوبيا ان الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا عرض على الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي، استعداد بلغراد لتقديم كل المساعدات العسكرية وغيرها التي تحتاج اليها مقدونيا "اذا قدمت الحكومة المقدونية طلباً حظي بعدم ممانعة الأطلسي". بلغاريا وفي العاصمة البلغارية صوفيا أ ف ب أعلنت وزارة الدفاع ان شاحنات عسكرية بلغارية عدة محملة بالذخيرة ستتوجه اليوم الى مقدونيا في اطار مساعدة عسكرية تقدمها بلغاريا. وكان وزير الدفاع بريكو نوييف أعلن الاثنين الماضي ان المساعدة العسكرية البلغارية تشتمل خصوصاً على "تجهيزات لنزع الألغام وذخيرة". وقال رئيس الوزراء البلغاري ايفان كوستوف، انه سيتوجه اليوم الى مقدونيا، في زيارة تدوم يومين، يلقي خلالها كلمة في البرلمان حول التوتر على الحدود بين مقدونيا وكوسوفو.ودعا كفور الى "قطع تمويل الارهابيين بالاسلحة والذخيرة".وحذر من "خطر ظهور مصدر جديد لعدم الاستقرار الطويل المدى" في البلقان. وأعلنت وزارة الدفاع المقدونية أمس ان مدفعية الجيش المقدوني، واصلت قصف مواقع المتمردين الألبان من دون الحصول على أي تقدم بالعربات والمشاة، خشية الألغام وكمائن المسلحين.