بدأ في سكوبيا امس مؤتمر قمة دول جنوب شرقي اوروبا، في حضور الرؤساء: بوريس ترايكوفسكي مقدونيا وفويسلاف كوشتونيتسا يوغوسلافيا وبيتار ستويانوف بلغاريا وايون اليسكو رومانيا وجيفكو راديشيتش البوسنة - الهرسك، ورؤساء الحكومات: كوستاس سيميتس اليونان وبولند أجاويد تركيا وايلير ميتا البانيا إضافة الى غوران غرانيتش نائب رئيس حكومة كرواتيا - بصفة مراقب. ويشارك في المؤتمر مسؤول الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وممثلون آخرون عن الاتحاد وهو الرابع في مؤتمرات قمة دول البلقان، وكان الأول عقد في اليونان والثاني في تركيا والثالث في بلغاريا. وعلمت "الحياة" من مصادر في وزارة الإعلام المقدونية ان زهاء 600 صحافي محلي وأجنبي يتابعون أعمال المؤتمر، فيما اتخذت إجراءات امنية مشددة "لم يسبق لها مثيل" في سكوبيا، خصوصاً منطقة فندق "الكسندر بالاس" الذي يستضيف الرؤساء وجلسات عملهم. وقال الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي للصحافيين إن الهدف الأساسي للمؤتمر هو "إزالة الأضرار التي تلحقها الأزمات السياسية القائمة في دول جنوب شرقي أوروبا باقتصادها وانعكاسات ذلك على استقرار المنطقة". وأضاف أن البيان الختامي للمؤتمر "سيضع أسساً للتعاون بين دول المنطقة وحل المشكلات التي تسود بينها". وأعلنت اليونان انها ستطالب بحضور اوروبي قوي في قضايا البلقان، وأشارت الى "وجوب ان يكون الحلف الأطلسي أكثر وضوحاً في إدانة العنف في كوسوفو وجنوب صربيا". وذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة امس في بلغراد، ان كوشتونيتسا سيطلب ان يتضمن البيان الختامي "تأكيد عدم تغيير الحدود الدولية في البلقان، وإدانة العمليات الإرهابية الألبانية في كوسوفو وجنوب صربيا، التي تشكل خطراً على استقرار المنطقة، اضافة الى دعوة الدول المشاركة في المؤتمر حكومة الجبل الأسود الى حل خلافاتها مع الاتحاد اليوغوسلافي بالحوار". وكان وزراء وخبراء من الدول الثماني بحثوا امس الجانب الاقتصادي في حين عقد الرؤساء اجتماعات ثنائية، على أن يبحثوا اليوم في القضايا السياسية. ويشير المراقبون الى أن غالبية الدول المشاركة في المؤتمر تؤيد موقف بلغراد الذي يعتبر كوسوفو إقليماً يتمتع بحكم ذاتي واسع ضمن الأراضي اليوغوسلافية، بحسب قرار مجلس الأمن الرقم 1244، اضافة الى إدانة "الأعمال الإرهابية" في كوسوفو وجنوب صربيا. ويرى المراقبون ان هذا التأييد لبلغراد، هو السبب في غياب الرئيس الألباني رجب ميداني الذي مثله رئيس الحكومة ايلير ميتا بدلاً منه. جنوب صربيا وتزامنت مع انعقاد المؤتمر، زيارة قام بها ممثلون لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، لمنطقة فيليكي ترنوفاتس جنوب صربيا، التي يسيطر عليها المسلحون الألبان. وأبلغ المشاركون في هذه الزيارة الصحافيين، أنهم "أجروا محادثات مع السياسيين والمسلحين الألبان، لإنهاء الاشتباكات جنوب صربيا". وفي الوقت نفسه، بدأ السفير الأميركي في بلغراد ويليام مونتغمري بجهود وساطة بين الطرفين الصربي والألباني "لإيجاد حل سلمي للأزمة الخطيرة في المنطقة". مقدونيا وعلى هامش المؤتمر، اقترحت اليونان على الحكومة المقدونية، حلاً لمشكلة "الاسم الدولي لمقدونيا" القائمة بين الدولتين الجارتين منذ استقلال مقدونيا عن يوغوسلافيا قبل ثماني سنوات. وخيرت اليونان سكوبيا، احد ثلاثة أسماء: مقدونيا الجديدة، أو مقدونيا الشمالية، أو مقدونيا العليا، لتمييزها عن المنطقة الشمالية من اليونان التي تحمل اسم مقدونيا، وفي حال قبول سكوبيا بذلك تعترف اليونان رسمياً بمقدونيا، وتطلب من الأممالمتحدة القبول بالاسم الجديد المتفق عليه بين الدولتين.