} شكك الأطراف الصرب والألبان في إمكان صمود اتفاق وقف النار بين القوات اليوغوسلافية والمقاتلين الألبان وتحقيق سلام دائم جنوب صربيا، فيما نظم الألبان تجمعاً كبيراً في سكوبيا من أجل تحقيق مطلب تحويل مقدونيا نظاماً فيديرالياً "بالوسائل السلمية". ل اعتبر نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش "ان اتفاق وقف النار الذي وقعه مع المقاتلين الألبان، يحتاج الى جهد أكثر ليكون في مقدوره الصمود". وأضاف في تصريح الى تلفزيون بلغراد امس، انه يتوقع دعماً كبيراً من حلف شمال الأطلسي والمجتمع الدولي "لبناء الثقة وضمان التزام الجانب الآخر الألباني حياله". وفي المقابل أعلن قائد "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس" شوكت موسليو الذي وقع الاتفاق عن الجانب الألباني، ان مقاتليه "نفذوا الاتفاق منذ سريان مفعوله مساء أول من امس على جبهات المواجهة ولن يطلقوا النار، إلاّ إذا اضطروا دفاعاً عن النفس". لكنه أوضح ان "ليس في استطاعة مقاتليه ضمان سلامة القوات اليوغوسلافية داخل المنطقة العازلة". ووقف زعماء ألبان كوسوفو الى جانب المقاتلين في اعتراضهم على انتشار الجنود الصرب في المنطقة العازلة، ونقلت وكالة انباء "كوسوفا لايف" من مقرها في بريشتينا امس، عن كل من ابراهيم روغوفا وهاشم ثاتشي وراموش خير الدين قولهم "إن السلام لا يمكن ان يتحقق مع هذا الانتشار". وقال ثاتشي: "أبلغنا المسؤولين الدوليين، أن المنطقة العازلة تمثل ضماناً مهماً للأمن، وينبغي البحث في توسيعها كي يترسخ الأمن". ودعا بلغراد الى الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي يحقق السلام للجميع وينهي المشكلات في المنطقة "والكف عن خلق الذرائع لنشر جنودها على حدود كوسوفو وتهديد الألبان". ووقع اتفاقان، أول من امس، أحدهما بين بلغراد والمقاتلين الألبان، من دون لقاء بينهما، أعده ونقله الى مواقع الطرفين مبعوث حلف شمال الأطلسي الى البلقان بيتر فيث، وتضمن تعهداً لوقف النار، على أن يُبحث في المشكلة القائمة لاحقاً. اما الاتفاق الثاني، فوقع بين قوات حفظ السلام كفور والجيش اليوغوسلافي، وهو يسمح للجنود الصرب بالانتشار في أجزاء من المنطقة العازلة عرضها خمسة كيلومترات، على أن يمتد تدريجاً الى عمقها، في مقابل ان يسحب الجيش اليوغوسلافي دباباته من جنوب صربيا. وحظي الاتفاقان بتأييد كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون ومسؤول الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. مقدونيا وفي سكوبيا، تجمع اكثر من عشرة آلاف ألباني بعد ظهر امس، رافعين الأعلام الألبانية ولافتات تطالب بإجراء تغييرات دستورية تجعل مقدونيا دولة اتحادية لشعبين مقدوني وألباني. وندد المتظاهرون بالوصف الذي تطلقه وسائل الإعلام المقدونية على المقاتلين الألبان بأنهم "إرهابيون" وهتفوا "نحن دعاة سلام... نطالب بحقوقنا المشروعة". وتقدم المتظاهرون الذين قادهم ممدوح ثاتشي نائب رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" الذي يتزعمه اربن جعفيري، بيانات بمطالبهم الى الحكومة المقدونية وسفارات عدد من الدول بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألبانيا. ومن جهة أخرى، تواصل امس القتال الشديد بين الجيش المقدوني ومقاتلي "جيش التحرير الوطني" الألباني حول قرى تانوشيفتسي ومالينو وبريست شمال مقدونيا. في صوفيا يو بي آي اعلن وزير الدفاع البلغاري بويكو نويف امس ان وزراء دفاع بلغارياومقدونيا ويوغوسلافيا واليونان سيجتمعون مطلع نيسان ابريل المقبل في سكوبيا للبحث في مشكلات الجماعات الألبانية المسلحة.