سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفى أي نية "حالياً أو مستقبلاً" لنقل مقر "ارت" الى المنطقة العربية . صالح كامل ل"الحياة": صناعة الإعلان العربية "مقرصنة" والقنوات الحكومية الفضائية نحو الالغاء أو التشفير
انتقد رجل الأعمال السعودي مالك شركة "راديو وتلفزيون العرب" ارت صالح كامل مستوى الانفاق الاعلاني في المنطقة العربية عموماً وفي السعودية تحديداً. ووصف صناعة الاعلان في المنطقة بأنها "ضائعة ومقرصنة في ظل التلاعب والتنافس الكبير بين المعلنين الذي نتج عنه انخفاض مستويات أسعار الاعلان الى أدنى معدلاتها في الفضائيات قبل غيرها من الوسائل الاعلامية المختلفة بسبب الحسومات الكبيرة التي يتنافس الكل على تقديمها للحصول على مكاسب وقتية لا يبررها واقع الاعلان والمردود منه في أماكن أخرى من العالم". ورأى في لقاء مع "الحياة" ان التنافس بين الفضائيات العربية قدم للمعلنين خدمات غير مسبوقة اذ بلغ سعر بيع 30 ثانية في بعض القنوات 150 دولاراً فقط من أصل متوسط سعر في منطقة الخليج العربية يبلغ 2667 دولاراً، "وهو الأمر الذي لا يمكن معه التعويل على الاعلان كمصدر من مصادر الدخل في المنطقة العربية بعكس دول العالم، وتضاف الى ذلك الحروب المعلنة وغير المعلنة في تقديم البرامج الغرائزية أو التي تثيرها وهو ما دفع كثيراً من القنوات الفضائية الى الاتجاه الى الدفع مقابل التشفير وتقاضي رسوم مقابل متابعة البرامج التي تلبي حاجات المشاهد العربي". وقال كامل ان حجم الانفاق الاعلاني في المنطقة العربية "سيظل الأدنى ما لم تتغير ظروف الاعلان في العالم العربي وتتحرر العقليات ويزداد وعي السوق بضرورة الانفاق مقابل الترويج"، مشيراً الى أن الاعلان التلفزيوني "لم يأخذ دوره كاملاً حتى الآن في العالم العربي وبالتالي البديل المتاح حالياً الاشتراك التلفزيوني المدفوع، لأن الحكومات العربية لم يعد في أولوياتها إرضاء مشاهدي التلفزيون في ظل الأسعار الخيالية المطلوبة على سبيل المثال فقط في حقوق نقل وبث مباريات كأس العالم المقبلة أو غيرها من المسابقات الرياضية". وذكر ان شبكة راديو وتلفزون العرب اشترت العام الماضي حقوق بث مباريات كأس العالم للأندية بمليون دولار، وأن المسابقة نفسها مطروحة للمنافسة بين محطات ومراكز البث العالمي حالياً بقيمة 10 ملايين دولار. يذكر ان ناديين عربيين من السعودية ومصر يشاركان في المسابقة التي تستمر اسبوعاً كاملاً. وكان تقرير "المؤسسة العربية للبحوث والدراسات الاستشارية" الأخير أشار الى ارتفاع حجم الانفاق الاعلاني في الدول العربية بنسبة 10 في المئة عن العام الماضي وبلغ 2.276 بليون ريال حجم الاعلان التلفزيوني منها 39 في المئة. وسجل الانفاق الاعلاني خليجياً منها 912.5 مليون، واحتلت فيه السعودية المركز الأول ب377 مليون دولار تليها الامارات 241 مليوناً والكويت 199 مليوناً والبحرين وقطر وسلطنة عمان. وسجل الانفاق الاعلاني خليجياً زيادة راوحت بين ستة و6.4 في المئة. واعتبر كامل ان القنوات الحكومية الفضائية "مهددة في المستقبل بالالغاء أو الخضوع لقانون السوق بالتشفير لأنها لن تكون قادرة على الصمود في ظل ارتفاع حجم الكلفة للمواد والبرامج المنتجة وغير ذلك من العوامل المؤثرة". وقال كامل ان عجوزات التشغيل في "الشركة العربية الاعلامية القابضة" التي تملك "راديو وتلفزيون العرب" انخفضت من 180 مليون دولار الى 40 مليوناً في وقت قدر حجم الانفاق على القنوات نحو 36 قناة ما يزيد على بليون دولار. وكانت الشركة عمدت اعتباراً من 26 آذار مارس الجاري الى خفض قيمة الاشتراك في قنواتها الى معدلات غير مسبوقة بحد أدنى يصل الى 59 دولاراً في الشهر ووضع خيارات مختلفة أمام الراغبين منهم الاشتراك لمشاهدة قنوات الشبكة. واستبعد كامل نقل مركز البث الرئيسي من روما الى المنطقة العربية حالياً أو مستقبلاً لاعتبارات اقتصادية صرفة قائلاً: "اقتصاديا الفكرة غير موجودة لأنها لا تخدم رؤيتنا للبث الى دول العالم كافة". وقال ان شبكة راديو وتلفزيون العرب "ستظل على منهجيتها بعيداً عن الأخبار والرؤى السياسية حتى توافر المناخ والحرية المناسبين". وقدر اجمالي خسائر الفضائيات العربية من سرقة الحقوق بأكثر من بليون دولار سنوياً.