خطفت القنوات الفضائية المشاركة في معرض "وان تو وان ارابيا"، الذي افتتح مطلع هذا الاسبوع، الاضواء من العارضين الاعلاميين في المعرض الاول من نوعه في المنطقة من حيث المضمون. وعلى رغم المشاركة المرتفعة نسبياً من الشركات الاعلامية العاملة في مجال الاتصالات الاعلانية في المنطقة الا ان القنوات الفضائية تبارت في عرض قنواتها كما فعلت قنوات شبكة "راديو وتلفزيون العرب" آرت عندما عرضت غالبية قنواتها مع تميز صوتي لقناتها الموسيقية، وهو ما فعلته شبكة "شوتايم" التي ركزت في عرضها على قناة MTV الموسيقية الامر الذي جعل من صالة المعرض اشبه صوتياً بنادي الموسيقى. ولم يقتصر السباق الفضائي في "وان تو وان ارابيا" على "راديو وتلفزيون العرب" و"شوتايم" بل شارك كل من "مركز تلفزيون الشرق الاوسط" وشبكة قنوات "اوربت" وكسبت "آرت" كثيراً عندما استغل مراسلها في السعودية مرور راعي الحفل نائب الرئيس في غرفة تجارة وصناعة جدة السيد وليد الجفالي بجناحها واجرى معه حواراً عن المعرض وهو ما لم تفعله القنوات الاخرى. واستغلت اجنحة في المعرض فرصة اقامته للمرة الاولى في السعودية لترويج منتجاتها مثل شركة "يوروستار" التي ركزت على تسويق "ريسفرات" على اسم الشركة نفسه الذي لا يباع في السعودية بل في دبي بسعر يكاد يصل الى نصف سعر جهاز يُباع حالياً في اسواق السعودية وبتشابه كبير في مميزات الجهازين على رغم تباين السعر. ومع ان القنوات الفضائية خطفت الاضواء من المشاركين في المعرض الا ان هناك اجنحة غير فضائية بذلت كثيراً من الجهد لإبقاء الزوار في اجنحتها مثل جناح شركة "تهامة" الذي صُمم بطريقة بديعة ومحترفة ما جعل الجناح مزاراً لكثير من رواد المعرض في يومه الافتتاحي ناهيك عن توزيع الصحف والهدايا. واللافت الحقيقي في المعرض وعلى رغم الابهار الذي قدمته الفضائيات العربية في معرض جدة ان حصتها من السوق الاعلانية الخليجية لا تكاد تُذكر عند مقارنتها بالصحف مثلا التي اكلت "الاخضر واليابس"، الامر الذي فسره ل"الحياة" السيد محمد الفال رئيس جمعية اعلان دول مجلس التعاون بقوله ان الفضائيات تعمل بواسطة "الدش" ومن غير المنطق افتراض ان جميع السكان في الخليج يملكون الدش، بينما الصحف متوافرة للجميع الامر الذي سبب اتساع الهوة ما بين حصة الصحف في السوق الاعلانية الخليجية ونظيراتها الاخرى من وسائل الاعلان. وبحسب البيانات الاعلامية عن الانفاق الاعلاني لدول الخليج العربية في الاشهر الماضية من السنة الجارية نجد ان السعودية هي اكبر سوق للاعلان على رغم ان حصة الراديو والفيديو فيها صفر، بعدما انفقت اكثر من 200 مليون دولار بقليل ذهب جلها للصحف والمجلات تلتها الامارات التي اقتربت من 125 مليون دولار صب اكثر من نصفها بقليل للصحف وتقاسم التلفزيون والمجلات المرتبتين الثالثة والرابعة وحل الراديو واللوحات الاعلانية بعدها بفارق محترم. ويرجع السيد الفال اختلاف منطقة الخليج العربي عن باقي دول العالم من حيث توزيع الحصص داخل سوق الاعلان لكون تلفزيونات المنطقة حتى الآن لم تقدم البرامج التي تجذب الناس ومن ثم تجذب المعلنين، الامر الذي يفسر لجوء المعلنين الى الصحف بدلاً من التلفزيون كما هو حاصل في كثير من دول العالم.