بديهي ان المدرسة هي المؤسسة الثانية بعد الأسرة تلعب دوراً اساسياً في عملية التنشئة الاجتماعية وميل التلميذ وتعزيز رغبته في الدراسة هدف يسعى اليه الأهل والمعلمون معاً، وبديهي ان الميل نحو الدراسة والرغبة في اكتساب ما يتضمنه المنهج الدراسي من معارف نابع من الحاجة الى المعرفة، احدى الحاجات الانسانية التي تلعب دوراً مهماً في تطور شخصية الانسان. يقول التلميذ سليم محمد - الثاني الاعدادي: "المشكلة التي نواجهها ليست على صعيد المنهج التعليمي ذاته بل اسلوب التدريس اذ نجد بعض المدرسين شديدي القسوة والعصبية، يحولون الصف الى حلبة مصارعة يستعرضون عضلاتهم مما يدب الخوف لدى الطلاب وينفرهم من الدرس والمدرس، ويذهب خيالهم بعيداً من فحوى الموضوع المطروح، وبعض المدرسين نجدهم ليّنين وتسيطر عليهم اللامبالاة ولا يهتمون إن تعلم التلميذ ام لا، حيث تسود حصصهم الفوضى والشغب وينهار الجدار النسبي القائم بين الطالب والمدرس، وتلغى شخصية المدرس الذي يصبح غير قادر على ضبط الصف، فما اتمناه هو ان يحل اسلوب المرونة في التدريس بدلاً من القسوة واللين لأن خير الامور اوسطها حيث يشرح المدرس الدرس المطلوب منه ويبسطه ويقربه من ذهن التلميذ مع اضفاء روح المرح من خلال فواصل منشطة لئلا يتسرب الملل الى الدرس، طبعاً لمدة قصيرة حتى لا نخرج عن إطار الدرس، مع محافظة المعلم على فرض هيبته وضبطه للصف. اتمنى من المدرسين ألاّ يتعاملوا وفق مزاجهم وما يعكره من خلافاتهم العائلية التي قد تنعكس بردود فعلهم تجاه التلاميذ وكأنهم طرف في المشكلة". اما التلميذ انس زهران - الاول الاعدادي فيحدثنا عما ينتابه من خوف وقلق: "انا في الحقيقة لا احب المدرسة، لأنني في الصف الاول الابتدائي كانت والدتي تضربني حين تعلمني وكذلك مدرّستي كانت شديدة القسوة معي وكنت اخاف منها كثيراً وهذا ما نفرني من الدراسة التي اصبحت بالنسبة اليّ مصدراً للعقاب والقلق، وأنا ادرس الآن لأن والدي يهددني بأنني اذا تركت المدرسة سيعاقبني بشدة ويحرمني من المصروف". والتلميذة رولا عباسي - الاول الثانوي، اقترحت بعض الاساليب التي ينبغي تطبيقها في اسلوب التدريس: "الاسلوب التقليدي في الشرح من دون اشراك الطلاب والاعتماد على التلقين وعدم اعطائهم الفرصة لتشغيل عقولهم وإظهار امكاناتهم يسمح للملل بالتسرب الى الدرس، فمن الافضل ان نكلف بشرح فقرات معينة او توجه الاسئلة دائماً ليحافظ المدرس على الحيوية والنشاط داخل الدرس. وكذلك اتمنى ان تطبق بعض الدروس في شكل عملي كدروس العلوم والفيزياء والكيمياء وتكون في المخبر وفق تجارب نشاهدها عينياً مما يرسخ المعلومات ويطبعها في ذهننا اكثر مما لو كانت نظرية". وقالت التلميذة هيا عبدالكريم - الصف السادس الابتدائي عن عقدتها تجاه مادة الرياضيات: "انا احب المدرسة كثيراً، فهي تعني لي التفاؤل والحيوية ومصدراً للعب والتسلية، وأنا من الطلاب المجتهدين لكن ما حدث معي انني عندما كنت في الصف الاول الابتدائي، عندما تلقينا المبادئ الاساسية في الحساب من جمع وطرح حيث تكون المعلومات جديدة، ومن الطبيعي ان يخطئ الطالب في حل احد التمارين وهذا ما حدث معي عندما أخطأت في طرح عددين من بعضهما فكان نصيبي الصفع من المعلمة ما شكّل صدمة بالنسبة اليّ تجاه مادة الرياضيات تحديداً فأصبحت اشعر تجاهها بالغباء والعجز وكانت تنتابني حال قلق عندما ادرس هذه المادة، وهذا الشعور لا يزال يرافقني حتى الآن، وذلك طبعاً بسبب جهل المدرسة في تعاملها مع الطلاب وكيفية استيعابهم. وأنا لم استطع ان اخبر اهلي بما فعلته المدرّسة معي لأنهم سيضعون اللوم عليّ، ويتهمونني بالغباء".