نشرت الزميلة "الوسط" حواراً صحافياً مثيراً وساخراً مع المطرب "المكوجي سابقاً" شعبان عبدالرحيم الملقب ب "ملك الحتت"، الذي صعد قمة الشهرة بكره إسرائيل وصار مطرب الجامعة الأميركية، وتحولت تسريحة شعره موضة بين الشباب، وفاق توزيع ألبوماته كل التوقعات. شعبان رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم في السياسة أو الفن، وعلى رغم ذلك أصبح فنان الشعب بكل فئاته وطبقاته، ودخل عالم السياسة والصحافة من دون أن يعلم، ووصلت أخباره إلى شبكة "سي. إن. إن" التي بثت مقاطع من أغنيته "أنا باكره إسرائيل"، التي "طقت في نافوخه في قعدة حلوة"، ونقلته إلى عالم النجوم والمشاهير. شعبان استطاع أن يكسر جدار الرفض الذي أقامه الشعب المصري أمام التعامل الثقافي والفني مع إسرائيل، واخترق حواجز التطبيع، ونقل اسم إسرائيل إلى وجدان الناس من خلال الأغنية الشعبية التي تتردد في المقاهي والأفراح والحفلات، واستبدل شارون ونتانياهو وباراك، بأم حسن ونعيمة وبهية، واستثمر كره إسرائيل وجعلها جزءا من مفردات الأغنية الشعبية، ولكن على طريقة "إذا رأيته يسبه فهو يحبه"، ونجح في نقل الحوار مع إسرائيل من نشرات الأخبار وتحليلات الصحافة إلى الأغاني والحفلات وجلسات "النافوخ" ودردشات البسطاء من الناس. شعبان لن يكرّهنا بإسرائيل، بل سيجعلها في مكانة "أمونة" التي نبعث اليها في الأغنية الشعبية جواباً ولا ترد علينا ولا تبدي الأسباب. وغداً سنغني في أفراحنا... إسرائيل ما تردي عليّ.. إسرائيل إيه الأسباب، إسرائيل ما تردي عليّ... إن شاء الله عمرك ما رديتي عليّ. وغداً سيأتي مكوجي آخر، أو صبي عالمة ويغني عن خصومة إسرائيل، بدلاً من التغني بكرهها، تمهيداً لمن سيغني "أنا باحب إسرائيل، باقولها لو أتسجن، باحب إسرائيل". نجاح أغنية شعبان دليل على سقوط جدار التطبيع، وتعبير دقيق عن حالة الناس التي أصبحت تعشق الأشياء الخارجة على المألوف، و لو كان هذا الخروج باستماع إلى مطرب يغني وكأنه ينفخ على ثياب معطفة "مكرمشة"، ويجعل إسرائيل حالة غنائية، مثل الوجد والحرمان والصد، على رغم إنها حالة عداء ولو غنيت. داود الشريان